الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الأم في عدم الزواج

السؤال

أنا شاب غير متزوج وأرغب في الزواج خاطب منذ ستة سنوات والدي متوفى والدتي تقول لي لا تتزوج الآن أنت تنفق علينا وعندما تتزوج سوف تتركنا مع العلم بأن لي أخا آخر كلانا نعمل للإنفاق عليهم، فهل إذا تزوجت وهي غير راضية يكون ذلك عقوقا لها؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عقوق الوالدين من الكبائر، وأصله من العق وهو الشق والقطع، يقال: عق والده يعقه عقوقا إذا آذاه وعصاه وخرج عليه، وقد عرف الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم العقوق المحرم فقال: وأما حقيقة العقوق المحرم شرعا فقل من ضبطه.... قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله في فتاويه: العقوق المحرم كل فعل يتأذى به الوالد أو نحوه تأذيا ليس بالهين مع كونه ليس من الأفعال الواجبة، قال: وربما قيل: طاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية ومخالفة أمرهما في ذلك عقوق، وقد أوجب كثير من العلماء طاعتهما في الشبهات. انتهى.

فقوله: (مع كونه ليس من الأفعال الواجبة) يخرج ما لو كان الفعل الذي عصى به والده واجبا فلا يعد ذلك من العقوق، وقد تقدم في الفتوى رقم: 3011 أن الزواج قد يكون واجباً، فإذا كان كذلك فلا طاعة للأم في هذه الحالة ولا يعد عقوقا، وأما إذا لم يكن الزواج واجباً فينظر هل فيه أذى للأم، فإن لم يكن فيه أذى فلا يعد عقوقاً أيضاً، فإن كان فيه أذى بالوالدة فيحرم لأنه عقوق بما ليس واجباً، ومن الأذى اللاحق بالأم أن يكون في الزواج تضييع لنفقتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني