الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من فقد وانقطع خبره

السؤال

أنا أود أن أسألكم عن مشكلة لدي وهي: أنا شاب عمري 24 عاما تغيب والدي منذ ما يقرب من 23 عاما لم أره أبدا أو أعرف شكله مع العلم بأنه قريب لأمي ، لكن لظروف عائلية ومشاكل بينه وبين والدتي فقد خرج ولم يعد حتى الآن، ولم نعرف هل هو ميت أم حي! فهل أنا أعتبر في حكم اليتيم، هل أعتبر والدي من ضمن الأحياء أم الأموات؟ وأحيانا يسألني عنه أحد هل لو قلت له مسافر أعتبر أنا كذابا أم أنني في هذه الحالة أذكر قصتي لكل من يسألني ، وهذا ليس جيدا ، ما واجبي نحوه إذ لا أحد يعرف مكانه ، كيف أدعو له هل أدعو له كميت أم كحي، وما هو الدعاء الذي سوف أقوله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأنت قد تجاوزت سن اليتم لأن اليتيم من مات أبوه ولم يصل حد البلوغ، كما في الفتوى رقم: 20382.

وأما جواب سؤالك الثاني: فأبوك في حكم الحي بالنسبة لك إلى أن تثبت البينة بموته أو يمضي زمن يغلب على الظن أنه لا يعيش بعده، قال الإمام جلال الدين المحلي في شرح المنهاج: ومن أسر أو فقد وانقطع خبره، تُرِك ماله حتى تقوم بينة بموته أو تمضي مدة يغلب على الظن أنه لا يعيش فوقها، فيجتهد القاضي ويحكم بموته ثم يعطي ماله من يرثه وقت الحكم بموته، ولا يورث منه من مات قبيل الحكم، ولو بلحظة لجواز موته فيها. انتهى.

وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: تنبيه: أفهم كلامه أن هذه المدة لا تتقدر وهو الصحيح، وقيل مقدرة بسبعين سنة، وقيل بثمانين، وقيل بتسعين، وقيل بمائة، وقيل بمائة وعشرين لأنها العمر الطبيعي عند الأطباء، وأنه لا بد من اعتبار حكم الحاكم فلا يكفي مضي المدة من غير حكم بموته. انتهى.

وقولك: هو مسافر ليس كذبا، وأما الدعاء فلك أن تدعو الله تعالى أن يرده إليكم إن كان حياً، وادع الله له بالمغفرة والرحمة، ولا فرق بين أن يكون حياً أو ميتاً، وفقك الله لمرضاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني