الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرواح الأطفال الذين ماتوا في طفولتهم

السؤال

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر وجلسنا حوله ..... إلى آخر الحديث من بيان فتنة القبر. السؤال:1) هل صحيح إذا مات الأطفال دون سن البلوغ أن روحهم تكون في السماء مع سيدنا إبراهيم عليه السلام أم أنها تبقى في القبر إلى قيام الساعة؟ 2) يذكر في السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لقن ابنه إبراهيم الذي توفي عن 18 شهرا ويقال 6 أشهر، لقنه أجوبة الملكين، فهل ترفع روحه بعد السؤال؟ 3) هل هناك أحاديث أخرى تصف قضاء فترة حياة البرزخ، بمعنى، هل ينام ويقوم المؤمن وينظر إلى الجنة؟ 4) هل هناك أحاديث أن بعض المؤمنين يدخلون الجنة ولكنهم يعذبون في القبر أو يوم القيامة قبل الحساب؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن مات من الأطفال قبل أن يبلغ الحلم فإنه يجعله الله تعالى في كنف إبراهيم عليه السلام، كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره، والذي فيه:... فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل لون الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط.. وفي آخر الحديث: وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة، قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين... وراجع الفتوى رقم: 28581. وما ذكرته من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقن ابنه أجوبة الملكين، فقد ذكره الشافعية في كتبهم ونصوا على أنه لا يصح، علماً بأن مسألة سؤال الصبي مختلف فيها بين أهل العلم، قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: المسألة الثالثة عشرة: وهي أن الأطفال هل يمتحنون في قبورهم؟ اختلف الناس في ذلك على قولين: هما وجهان لأصحاب أحمد. وحجة من قال إنهم يسألون أنه يشرع الصلاة عليهم، والدعاء لهم، وسؤال الله أن يقيهم عذاب القبر وفتنة القبر( كما ذكر) مالك في موطئه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة صبي فسمع من دعائه: اللهم قه عذاب القبر...( قال الآخرون): السؤال إنما يكون لمن عقل الرسول والمرسل فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه أم لا؟؟ فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه ما فكيف يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟

فعلى القول الثاني لا محل للسؤال عن عودة روح الطفل بعد السؤال، وعلى القول الأول فإنها بعد السؤال تعود إلى كفالة إبراهيم عليه السلام مع أرواح الوالدان. وفيما يتعلق بالحياة البرزخية فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 10565. وفيما إذا كان بعض المؤمنين يدخلون الجنة بعد أن يكونوا قد عذبوا في القبور، فإنه لا مانع من ذلك لأن عذاب القبر يحصل من أمور لا تنقض الإيمان ولا تستلزم الخلود في النار، فعن ابن عباس رضي لله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول. رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدار قطني، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني