الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتخاذ الوسائل لعلاج البلاء النازل

السؤال

لي ابن أصبح عمره 5 سنوات لا يتكلم إلى الآن ماذا يمكن أن أفعل تقرباً لله عز وجل لكي يشفيه ويصبح يتكلم؟ أعزكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على المسلم الرضى والتسليم بقضاء الله تعالى لأن ذلك دليل على كمال الإيمان وقوته، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، وقال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ {القصص:68}، وفي صحيح مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

لكن المؤمن مطالب باتخاذ الوسائل المفيدة لعلاج ما ينزل به من بلاء أو مصيبة ومن هذه الوسائل:

1- الدعاء كما سبق في الفتوى رقم: 18306.

2- الطاعات التي تقرب إلى الله تعالى من صدقة وحج وعمرة وغيرها، وراجع هاتين الفتويين: 59054، 57496.

3- التداوي المشروع فإن الله تعالى لم ينزل داء ألا أنزل له دواء إلا الهرم، ففي سنن الترمذي وأبي داود وغيرهما: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى، قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء، إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: الهرم. وصححه الشيخ الألباني.

وبالتالي فعليك التسليم بما قدره الله وكتبه من غير تسخط ولا ضجر، مع اتخاذ ما أمكن من الوسائل المفيدة لعلاج هذا الأمر أو التخفيف منه، وذلك بالرجوع إلى الأطباء المختصين، نسأل الله تعالى أن يمن على ابنك بالشفاء التام وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني