الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكن مع الوالدين أم الانفصال عنهما لتجنب العقوق

السؤال

أنا شاب بلغت من العمر بمشيئة الله 23 سنة، أستطيع أن أقول إني عشتها أشد مرارة من العلقم بسب ما عانيته ولا زلت أعانيه جراء "عقوقي لوالدي" أقول قولي هذا بعد أن حاولت الكرة تلو الأخرى أن أردع نفسي وألبسها لجامها حتى يخنس شيطانها، لكن غالبا ما يذهب ذاك الجهد الجهيد هباء لأنه حسب ما تبديه لي نفسي " والداي أبعد من أن يحتملا". ولأتفادى حصد المزيد من الذنوب والعياد بالله قررت أن أكتري لنفسي بيتا في منأى عنهما، ولهذا أسألكم بعد الله عز وجل ثلاثا:1- الدعاء لي كأخ لكم في الله.2- هل يجوز لي ما أقدمت عليه من الفرار منهما؟3- النصح لي في حالة عدم جوازه, مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: للمسلم على المسلم ست......وإذا استنصحك فانصح له.... جزاكم الله عني وعن المسلمين والمسلمات كل خير،

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك التوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه، وأن يرزقك بر والديك ورضاهما عنك، وأن يبلغك منازل الصالحين. ونوصيك أخي الكريم بالتوبة والإنابة وطلب العفو من الله تعالى بسبب العقوق الذي صدر منك. وأما عن حكم ما أقدمت عليه فنقول: إن كان في خروجك تخليص لك من أذيتهما وليسا بحاجة إلى ملازمتك لهما فلا شك أن الخروج في هذه الحالة أهون من البقاء مع العصيان، ولكن إن كانوا بحاجة إلى بقائك معهم للعناية بهم أو لكونهم يأنسون بوجودك معهم فيجب عليك البقاء معهم ومجاهدة نفسك على الطاعة وكبح جماحها عن العقوق، وتذكر دائما أنك طالب رضى الله بطاعتهما، وخاطب لجنات النعيم بالتذلل لهما، وانظر الفتوى رقم: 56034.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني