الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من البر صلة أحباء الأم بعد موتها

السؤال

حرصا من أمي على صلة من كانت جدتي تحبهم "رحمها الله" تقوم بدعوة سيدة معينة فى تجمعاتنا العائلية، إنها قليلة الكلام ولكننا أنا وأخواتي وزوجي وخطيب أختي لا نرتاح لها، وبمجرد انصرافنا تحدث المشدات والخناقات التي تمتد لأيام، أمي ترفض تصديق ذلك ونحن تعبنا وكرهنا هذه التجمعات لتفادي مقابلة هذه السيدة، ما الحل؟ هل من دعاء ينفر هذه السيده من تجمعاتنا، وكيف نجعل والدتنا تتوقف عن دعوتها، علما بأن أمنا تغضب جدا كلما أبدينا عدم ارتياحنا لهذه السيدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بد من العلم بأن ما تفعله الأم من صلة من كانت أمها تحبه هو من أعظم البر كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي. رواه مسلم، فلا يجوز نهيها عن هذا العمل ولا صدها عنه لغير عذر.

ثم إن ظنكم بهذه المرأة غير مبني على دليل وإنما هو مجرد ظن وشك، ولا يجوز إساءة الظن بالمسلم بغير بينة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

لكن إذا ثبت لكم بيقين أن هذه المرأة تتعامل مع السحرة والمشعوذين والدجالين فلكم الحق عند ذلك أن تسيئوا الظن بها، ومن واجب أمكم أن تمنع الضرر عنكم بالتوقف عن دعوة هذه المرأة، علماً بأنه لا يوجد دعاء خاص ينفرها من الحضور معكم، وننبه إلى أنه يجب خلو التجمعات العائلية من الاختلاط بين النساء والرجال غير المحارم، وخطيب الأخت وزوج الأخت ليس من المحارم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني