الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة التي لا تتحقق معها مقاصد النكاح

السؤال

زوجتي عربية الأصل تعيش في فرنسا وتربت مثل المسيحيين منذ الصغر تزوجنا في الجزائر منذ عشرة أشهر ثم جئت إلى فرنسا للعيش معها وحتى الآن لم نرزق بأولاد، في البداية قالت لي إنها خضعت لعملية لنزع كما يسمي بالفرنسية لاترونب لا أستطيع الإنجاب قلت هذا أمر الله . المشكلة هي أنها في السابق كانت تعيش مع شخص ولهم بنت يعني من علاقة محرمة كما يعيش كل المسحيين، بالنسبة لهم أمر عادي , وحتى الآن تكلمه في الهاتف يوميا وهذا يخدش من كرامتي، وهي تعرف أني لست راضيا إطلاقا، وعندما أكلمها تقول لي من أجل البنت مع أنها تتحدث معه في كل أمور الدنيا فقلت في نفسي سأسعى بإذن الله لإرشادها ربما تتعظ أعرف أنها لا تعرف شيئا عن أمور الدين ,أقول لها إن هذا الشخص أصبح غريبا عنها وما تفعله لا يتقبله لا الدين ولا الله سبحانه وتعالى، وكثيرا ما نتخاصم وتقول لي كل شيء لا يجوز في هذا الدين، ما أفعله شيء طبيعي، وزد على هذا تجرحني بالكلام، وأصبر وأكتم غيظي ولا أستطيع فعل أي شيء مثل الضرب حتى أحس أنني مثل الديوث والعياذ بالله, هذا الأمر يحيرني كثيرا وتقول لي سأظل أكلمه وأقابله ولا تستطيع منعي لأنه والد البنت مع أن البنت تعيش معنا حتى إنها مرة تخاصمنا قالت لي أنا أحس باختناق معك إن استمر الأمر هكذا طلقني سأرجع إلى والد البنت علما أني أحبها وتحبني وأريد إصلاحها وإرشادها وأطلب الهداية لها في صلواتي ,أفيدوني مشايخي الكرام جزاكم الله خير ماذا أفعل؟ علما أننا على هذا الحال منذ أشهر عندما أكلمها نتخاصم ولا تقبل الابتعاد عن هذا الشخص .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للزواج مقاصد شرعه الله من أجلها، منها طلب الولد وإحصان الفرج وتكوين أسرة مسلمة، ولذلك يكون اختيار الزوجة على أساس تحقيق هذه المقاصد ، وهذه المرأة لا يرجى منها تحقيق هذه المقاصد، وبالتالي لا تصلح زوجة لأنهاكانت زانية والظاهر أنها لم تتب من الزنا، وقد قال الله تعالى:الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور: 3} . وتقدم حكم الزواج بالزانية في الفتوى رقم 9644

ولأنها فاسقة مصرة على الفسق من خلال علاقتها برجل أجنبي، ولأنها فيما يبدو ليس معها من الإسلام إلا اسمه إن بقي، وأنها لا تقيم للدين وزنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين.

لهذه الأسباب نرى أن تفارقها وتبحث عن زوجة صالحة تحقق معها مقاصد الزواج، تسرك إذا نظرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظك في نفسها.

ثم إنها لا تنجب وهذا فيه تفويت لمقصد عظيم من مقاصد الزواج وهو طلب الولد لقوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني