الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 23 ربيعاً أريد معرفة كيف يمكنني أن أحيي قلبي الميت عن طاعة الله والإقلاع عن الخبائث والمحرمات بشكل نهائي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر أهل العلم أن القلوب ثلاثة: قلب سليم، وقلب مريض، وقلب ميت، وإن القلب الميت لا حياة فيه، وصاحبه لا يبالي بربه ولا بأمره ونهيه، فلعل القلب الذي لا يزال صاحبه يسأل عن كيفية صلاحه هو القلب المريض.

هذا، وإن من أهم أسباب علاج القلب المريض: القضاء على أسباب علته بالتوبة النصوح من البدع والمعاصي وأنواع المخالفات، وفي المقابل مده بأسباب قوته من الإيمان وأنواع الطاعات، ثم حمايته بكثرة الاستغفار.

وانظر شروط التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي في الفتويين: 5450، 9694.

ومن أهم أسباب حياة القلب أيضاً: إدمان النظر في كتاب الله تعالى، وتدبر آياته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {يونس: 57}.

ومن أسباب حياة القلب أيضاً: ذكر الله تعالى كثيراً، ومن أعظم ذلك الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلوات وعند النوم ونحو ذلك، وتجدها وغيرها في كتاب: (حصن المسلم) للقحطاني، فاحرص على اقتنائه.

ومن أسباب حياة القلب أيضاً طلب العلم النافع، إذ به يعرف العبد ربه تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويعرف افتقاره إليه ومدى حاجته إليه، وما أعده لمن أطاعه واتقاه وما توعد به من خالف أمره وعصاه، فالوقوف على ذلك يجعل العبد يخشى الله ويتقيه حق تقاته، فانضم إلى حلق العلم في المساجد والمراكز الإسلامية واستمع إلى الأشرطة الدينية.

ومن أسباب حياة القلب أيضاً: الدعاء بأن يحيي الله قلبك ويشرح صدرك ويلهمك رشدك ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك.

هذا، وننصحك باتخاذ رفقة صالحة مؤمنة من أصحاب الوجوه المتوضئة، فإن صحبة الصالحين تغري بالصلاح وإن الصاحب ساحب والطباع سراقة، ففتش عن هؤلاء الصالحين وانتظم في سلكهم واشترك معهم في أنواع الطاعات، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

وإنك إذا اجتهدت في تحصيل الأسباب السابقة، فنرجو أن يصلح الله فساد قلبك وأن يرزقك الإيمان والتقوى، فإن ثمرة المجاهدة هي الهداية، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت: 69}.

ولمزيد فائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 6603، 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني