الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فهم المادة التعليمية لا يبرر الغش في الامتحان

السؤال

أنا فلسطينية من عرب 48 أي أدرس حسب مناهج اليهود, نقدم خلال الصيف امتحانات تكتبها وزارة المعارف أي أنها تابعة لليهود, ما حكم الغش في هذه الامتحانات، الغش المقصود في سؤالي مثلا تأكد من إجابة بسيطة أي أنني أفهم المادة التعليمية جيدا والإجابة التي أتأكد منها لا تدل على جهلي بالمادة التعليمية... أود أن أشير إلى أنني قرأت فتوى عن هذا الموضوع بموقعكم، ولكنني لم أقتنع حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" المقصود هنا المسلمون فقط, أما قولكم إنني في المستقبل لن أكون كفؤا للشهادة التي حصلت عليها فأقول إنني عندما أتأكد من إجابة هذا لا يعني أنني أجهل المادة التعليمية كما أسلفت, وأرجو أن تأخذوا بعين الاعتبار العقبات التي يضعها اليهود في طريقنا نحن كطلاب مسلمين... أرجو الإجابة على هذا السؤال بالتحديد وأن لا ترسلوا لي جواب سؤال مماثل.. أرجوكم أجيبوا على هذا السؤال بالتحديد...؟ اعتذر عن الإطالة.. وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغش ذنب قبيح وفيه جناية على الدول وعلى المجتمع، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم نهيا مطلقاً قال: ومن غشنا فليس منا. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، وفي رواية لمسلم أيضاً: من غش فليس منى.

والغش في الامتحان يبطل الحكمة المرادة من الامتحان، ويجعل الكسول والبليد وغير المستحق يفوز على حساب المواظب والذكي والمستحق، وفي ذلك من الظلم واختلال المصلحة ما لا يخفى.

وكونك تفهمين المادة التعليمية جيداً، لا يبرر لك الغش، بل يجعلك أحرى بالبعد عنه، لأنه إذا كان غير مسموح به لمن هو محتاج إليه لجهله بالمادة، فحري به أن يمنع لمن يعرف المادة جيداً.

والعقبات التي يضعها اليهود في طريقكم كطلاب مسلمين لا تبرر لكم الغش أيضاً، لأنكم ملزمون بالخضوع لقوانين الدولة التي تحكمكم، وقد أخذت عليكم العهد بذلك، ولو كانت تلك الدولة تعاملكم أسوأ معاملة، بل ولو عاملتكم معاملة الأسرى، فإن خيانة الأسرى لمن ائتمنهم لا تجوز، كما نص عليها أهل العلم، ذكر العلامة خليل بن إسحاق عاطفاً على بعض المحظورات التي كان يعدها، قال: وخيانة أسير ائتمن طائعاً ولو على نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني