الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

الحي الذي أسكن فيه لا يوجد مساجد مجاورة، إلا مسجدا للأتراك لكن المشكلة هي أن الأتراك للأسف لديهم من البدع في الصلاة ما لا يعلم بها إلا الله، والأهم أن صلاتهم ليس فيها أي روح أي أنهم يؤدون الصلاة على أنها أفعال جسديه ليس إلا (ونحن لا نتهمهم ولكن هذا الظاهر الذي نراه والله الذي يعلم ما في الصدور) أعني بأفعال جسدية أي أن صلاتهم ينقرونها نقر الغراب، لا أقول أنها باطلة، لكن إذا دققت في الموضوع تماما تجد أن الإمام طبق أدنى ما يوجب الاطمئنان (ما يكفيك للقول في السجود سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات متتالية بشكل سريع)، وهي بالنسبة لي سريعة، هذه هي صلاة الإمام لكن إمام المسجد كثيرا ما يغيب وهنا المشكلة، فالإمام عندما يغيب بيطلع يصلي أي واحد بدلاً منه وصلاته تكون أسوأ من الإمام هذا من جهة، من جهة أخرى عندما يقفون في الصلاة تكون بينهم مسافات أي أنهم لا يتراصون في الصف جنب جنب الكتف للكتف والرجل مع الرجل، عندما تنظر في الصف من بعيد تقول أن كل واحد يصلي لحاله، والسؤال هو: هل أصلي في المسجد أفضل أم في البيت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة في الجماعة في المسجد مطلوبة، فإذا كان إمام المسجد مبتدعاً فإنه ينظر في بدعته، فإن كانت بدعة كفرية فلا تصح الصلاة خلفه، وإن كانت دون الكفر فينظر فإن أمكنت الصلاة خلف غيره فلا تصلي خلفه، وإن لم تمكن فلا تفوت الجماعة لكون إمام المسجد مبتدعاً، بل معتقد أهل السنة أنه يصلى خلف كل بر وفاجر ما دامت صلاته لنفسه صحيحة، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم. وينبغي مناصحة الإمام بالرفق واللين وبيان الحق له عسى الله أن يهديه للحق.

وأما الطمأنينة في الصلاة فركن عند جمهور أهل العلم واختلفوا في مقدارها، والأصح أنها سكون بعد حركة بمقدار قول (سبحان الله) مرة واحدة، وما دام الإمام يطيل الركوع والسجود بمقدار قول سبحان الله فلا يعتبر نقراً للصلاة يمنع من الصلاة خلفه.

وأما تسوية الصف فقد أجمع العلماء على مشروعيتها في الصلاة، واختلفوا في وجوبها، فالجمهور على الاستحباب فقط، وحكي هذا إجماعاً، لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق. رواه أبو داود والنسائي، وصححه ابن حبان.

وحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة. رواه البخاري، وحديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم. رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود وأحمد بلفظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم. وحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه... رواه الخمسة إلا الترمذي. وعند مخالفة الناس لهذه السنة فإنهم ينصحون وتبين لهم السنة ولا مبرر لترك الجماعة لهذا السبب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني