الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطموح للترقي في العلم رفعة في الدارين

السؤال

أنا زوجة عاملة وأم لطفلة عمرها 3 سنوات، حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال وبحكم عملي في منظمة تعليمية (المجتمع المحيط بي في العمل معظمهم يكمل دراسته العليا) أردت أن أكمل دراستي العليا لكي أحصل على الماجستير ثم الدكتوراه بإذن الله تعالى، ولا أخفيكم أمراً أني سعيت لهذا الأمر من أجل أن تشب ابنتي ولها أم على مستوى عال من الثقافة والتعليم حيث إن الليسانس والبكالوريوس في هذه الأيام أصبح لا أهمية لهم بدون دراسات أخرى تدعمهم،
وقد حاولت تثقيف نفسي بنفسي ولكننا تربينا في بلادنا العربية أن لا نتطلع على شيء إلا إذا كان هنالك امتحان في آخر العام للأسف، لذلك قررت أن أكمل الدراسات العليا وقلت في نفسي لابد أن يكون هذا ابتغاء وجه الله حتى أكون مثالا للمسلمة المثقفة المتعلمة التي ترفع شأن الدين إذا وجدت في أي مجتمع غير مسلم إن شاء الله تعالى.
وأنا في نقس الوقت بدأت أذهب لتعلم تجويد القرآن الكريم وأخذت ابنتي معي حتى تشب على تعلم القرآن الكريم فتسمع القرآن بطريقة صحيحة وتتعلم حضور مجالس العلم إن شاء الله
وسؤالي هو:
هل ما أقبلت عليه من سعيي للحصول على الماجستير خطأ وكان من الأولى أن أدرس ديني بطريقة متعمقة، أم السير في دراستي العليا بالتوازي مع حفظي للقرآن الكريم وتعلم تجويده كما أفعل حالياً مناسب وليس فيه شيء من الحرمة؟ (علماً بأني لم أقبل على أي خطوة إلا وقد استخرت الله العظيم فيها)
جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم أن يكون صاحب همة عالية يتطلع إلى الأفضل دائما لنفسه ولمجتمعه ولأمته وللبشرية كلها. وعليه أن يبذل في سبيل ذلك ما استطاع من جهد، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز.. الحديث رواه مسلم

ولهذا فلا مانع من بذل الجهد لترفعي من متسواك وتحسني من خبرتك وتسعي في الحصول على أعلى الدرجات العلمية في مجال تخصصك أو في غيره، وليس في ذلك خطأ ما دامت النية خالصة، وما دام العمل مضبوطا بالضوابط والآداب الشرعية.

ولا شك أن العلوم الشرعية والتفقه في الدين أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ويقول صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. متفق عليهما.

وقد أحسنت عند ما جعلت نصيبا من جهدك وجزءا من وقتك لحضور مجالس العلم وحلقات تجويد القرآن الكريم وحفظه.

والخير فيما اختاره الله تعالى لك وخاصة أنك لم تقدمي على خطوة إلا بعد الاستخارة الشرعية.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والثبات، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 53374.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني