الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول في كتاب التذكار من أفضل الأذكار

السؤال

قد اشتريت كتابا بعنوان التذكار في أفضل الأذكار للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الأنصاري
أولا أريد رأيكم في الكتاب والمؤلف ......
ما صحة هذا القول حيث يقول .... آية قل اللهم مالك .. تقدم أنها معلقه بالعرش وآية الكرسي و شهد الله وفاتحة الكتاب ليس بينهن وبين الله حجاب وروي من حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { لما أراد الله تعالى أن ينزل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله و قل اللهم مالك الملك إلى قوله بغير حساب تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب وقلن يا رب تهبط بنا إلى دار الذنوب والى من يعصيك ؟؟ فقال الله عز وجل ـ وعزتي وجلالي لا يقرؤكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا أسكنته حظيرة القدس على ما كان منه وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين مرة وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة وإلا أعذته من كل عدو ونصرته عليه ولا يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت } وذكر من قرأ أول ثلاث آيات من سورة الأنعام وكل الله به أربعين ألف ملك يكتبون مثل عبادتهم إلى يوم القيامة ما صحة هذا القول وهل آخذ بما في هذا الكتاب للفائدة ما قولكم مشكورين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكتاب التذكار من أفضل الأذكار هو كتاب قيم في موضوعه، وفيه ما يؤخذ وما يترك، ومؤلفه علم من أعلام الإسلام الكبار، هو أبو عبد الله القرطبي صاحب التفسير وغيره من الكتب النافعة.

ولكن الكتاب كغيره من كتب الترغيب والترهيب والفضائل لا يتقيد بالأحاديث الصحيحة استنادا إلى ما ذهب إليه بعضهم بجواز العمل بالضعيف في فضائل الأعمال، كما قال الإمام النووي في الأذكار... ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالضعيف ما لم يكن موضوعا.

واعتبر بعضهم هذا القول مرجوحا.

وبخصوص الحديث المذكور فقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة عن علي رضي الله عنه وقال عنه السيوطي في الدر المثنور: أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا، كما ذكره القرطبي أيضا في التفسير، وكذلك الألوسي...

وأما من ناحية صحته فقد قال عنه الألباني رحمه الله في السلسلة إنه موضوع، وبخصوص اقتناء الكتاب والاستفادة منه فلا مانع من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني