الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب تجاه الأهل الذين يسعون للتفريق بين الزوجين

السؤال

أنا شاب متزوج منذ أكثر من سنة ونصف, ولكن حياتي الزوجية مهددة بالانفصال, فالفتاة التي هي زوجتي لم أر فيها إلا الحب وما يرضي الله. ولكن عائلة زوجتي تبحث عن تفرقتنا بأي طريقة ممكنة، رغم أني أقيم مع زوجتي بعيدا عنها، ولكن في نفس المدينة.
أنا أعمل طول النهار وأعود إلى البيت في الساعة الثامنة أو التاسعة ليلا. أما عن زوجتي فإنها ما زالت تتابع دراستها.
هي بلغت من العمر 19 سنة، وأنا 28 سنة. بعد انتهائها من دراستها تذهب يوميا إلى بيت أهلها؛ لأنه قريب من بيتنا, ولكن تبدأ المشاكل كلما جاءت إلى بيتها، بحيث أعلم بأن من تكلم معها قال لها إن زوجك لا يعطيك كل حقوقك، وأنه يكسب مالاً آخر غير الذي يخبرك به, علما بأنني عند رجوعي إلى بيتي غالبا ما أمر إلى بيت أهلها لاصطحابها إلى بيتها.
فهنالك مشاكل كثيرة من بينها عدم الاهتمام بالمنزل، وطهو الطعام إلى مشاكل أخرى, أما الشجار الذي يقع فينتهي بسب وشتم، وفي بعض الأحيان بالضرب. هذا فعلا غير الحياة الزوجية التي كنا نحلم بها، فقد تحولت حياتنا إلى جحيم.
أما الآن فقد اعترض كل من في عائلتها، حتى إنهم قد فكروا في المتابعة القانونية للانفصال، رغم أن الفتاة أصبحت بين نارين: حب الزوج، وقيادة عائلتها.
المرجو إخباري هل أنفصل عنها، أم لا؟ رغم أنف أي أحد من عائلتها؟
ولو طلبت الزوجة الطلاق الذي يبغضه الله هل أطلقها أم لا؟ ما هو الحل؟ وما قول الدين في ذلك؟
المرجو إخباري بالوجه المبسط عن هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي الاستعجال في أمر الطلاق من أول وهلة ما دام الأمر قابلا للحل بالطرق الشرعية، ومن هنا ننصحك بالتفاهم مع أهل زوجتك، والنظر بجد في الأسباب التي جعلتهم يسعون للتفريق بينك وبين زوجتك.

فإن استطعت حلها عن طريق الحوار، أو مشاركة العقلاء من أهلكما؛ فهذا أمر طيب، واحمد ربك على عظيم فضله.

فإن لم يستجيبوا، فلا شك أنهم آثمون؛ لسعيهم للإفساد بينك وبين زوجتك، وهذا من أعظم المحرمات، وهو من عمل الشياطين. ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما فعلت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته؛ فيدنيه منه ويقول: نعم، أنت؛ فيلتزمه.

ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد.

وما دام حال أهل زوجتك كذلك، فلك أن تمنع زوجتك من الذهاب إليهم، والواجب عليها أن تطيعك ولا تستمع إلى ما يقوله أهلها بشأنك، وذلك لأن طاعتك مقدمة عند التعارض على طاعة الأبوين، وراجع الفتوى: 49601.

فإن استقرت على هذا الحال، فلا إشكال، وأن أبت المرأة إلا المضي فيما يطلبه أهلها فهي ناشز، وراجع حكم النشوز في الفتوى: 9904.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني