الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من رأى منكراً من والديه

السؤال

عندى مشكلة ولكن لا أعرف كيف أبدأ الحكاية:
أنا اسمي أحمد وكنا مسافرين إلى دولة عربية ولكن كان يوجد مشكلة مع البيئة وسلكت أمي طريقا غير مشروع حتى تجلب المال وكانت النتيجة إن أبي كان يعرف وكان واقعا في ورطة لا يعرف ماذا يفعل ثم بعد ذلك تم القبض على أمي وأنا كنت في مصر وأخي معي وكان أخي الآخر هنالك معهم وكذلك أختي وهو كان في كلية الهندسة وأختي في كلية الطب البيطرى ثم أخي الآخر في كلية حقوق ثم بعد فترة من الزمان توفي أخي إلى رحمة الله ثم أخي الآخر توفي كذلك والآن أمي لا أدري ماذا أفعل معها رغم أنها ابتعدت عن هذا الطريق، أنا لا أعرف ماذا أفعل معها لأنها تتصرف تصرفات غير جيدة ولا تتعامل بما يجب مع أبي ولا تتقرب من الله تعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نسأل الله تعالى لهذه الأم الهداية ولأخويك الرحمة، ثم اعلم أن السؤال غير واضح كما ينبغي، ولكن نقول لك: إن الذي يتوجب عليك تجاه هذه الأم هو نصحها في ترك هذه المعاصي والتوبة منها قبل أن يأتيها الموت وهي مصرة على تلك المآثم، وليكن نصحك لها بأدب وبأسلوب لين، وذلك لما لها من عظيم الحق عليك، فالنصيحة حق لكل مسلم على أخيه المسلم ويتأكد ذلك مع القرابات، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

فإن استجابت هذه الأم فاحمد ربك على هدايتها، وأن أبت إلا السير في طريق الحرام، فلا يلزمك نحوها إلا الدعاء لها بالهداية قال صاحب رد المختار: إذا رأى منكراً من والديه يأمرهما مرة فإن قبلا فبها وإن كرها سكت عنهما واشتغل بالدعاء لهما والاستغفار لهما فإن الله تعالى يكفيه من أمرهما. هـ

هذا بالنسبة لك أنت.

أما أبوك، فالواجب عليه أن يمنع زوجته من اقتراف هذه المحرمات وإلا كان آثماً لتفريطه في عدم إلزام زوجته بترك تلك المنكرات، وذلك لعظم المسؤولية التي وكلت إليه نحوها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.

وفي الحديث الصحيح: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني