الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شبهات متهافتة حول جمع القرآن الكريم

السؤال

نحن إخوة في الله من دولة عربية في شمال إفريقيا اتصل بنا منذ أيام أحد الدعاة المسيحيين وطرح علينا أسئلة متعلقة بجمع القرآن
في الحقيقة بحثنا في الأمر و لكن دون أن نصل إلى جواب كاف فتوجهنا إليكم راجين منكم و من الله العون في هذه المسالة وأجركم على الله وفي ما يلي مجموع الأسئلة.
حدثنا‏ ‏أبو الوليد‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏عن ‏‏عمرو بن مرة ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏‏مسروق ‏ ‏قال ‏ذكر‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏عند ‏عبد الله بن عمرو ‏فقال ذاك رجل لا أزال أحبه سمعت النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏يقول ‏خذوا القرآن من أربعة من ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏فبدأ به‏ ‏وسالم ‏مولى ‏‏أبي حذيفة ‏ومعاذ بن جبل ‏وأبي بن كعب.
البخاري - كتاب المناقب - حديث رقم 3524 .
‏حدثني ‏‏محمد بن بشار ‏حدثنا ‏غندر‏ ‏حدثنا‏ ‏شعبة ‏عن ‏عمرو ‏‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏عن ‏مسروق‏ ‏عن ‏عبد الله بن عمرو‏ ‏رضي الله عنهما ‏‏سمعت النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏يقول‏ ‏استقرئوا القرآن من أربعة من ‏ابن مسعود ‏‏وسالم ‏مولى ‏أبي حذيفة‏ ‏وأبي‏ ‏ومعاذ بن جبل.البخاري – كتاب المناقب - حديث رقم 3522 .
* ‏ملاحظة : ثمة أربعةأفراد من الصحابة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم وهم
- عبد الله ابن مسعود.- سالم مولى أبي حذيفة.-أبي بن كعب.-معاذ بن جبل.
جمع القرآن في عهد أبي بكر.
حدثنا ‏أبو اليمان ‏أخبرنا ‏شعيب ‏عن ‏الزهري ‏قال أخبرني ‏ابن السباق ‏‏أن ‏‏زيد بن ثابت الأنصاري‏ ‏رضي الله عنه‏ ‏وكان ممن يكتب الوحي ‏قال أرسل إلي ‏أبو بكر‏ ‏مقتل ‏‏أهل اليمامة ‏وعنده ‏ ‏عمر ‏‏فقال ‏أبو بكر ‏إن ‏ ‏عمر‏ ‏أتاني فقال إن القتل قد ‏‏استحر ‏ ‏يوم ‏‏اليمامة ‏‏بالناس وإني أخشى أن ‏يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن قال ‏أبو بكر ‏‏قلت ‏لعمر ‏كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏فقال ‏عمر‏ ‏هو والله خير فلم يزل ‏عمر ‏‏يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى ‏‏عمر ‏قال زيد بن ثابت‏ ‏وعمر ‏عنده جالس لا يتكلم فقال ‏أبو بكر‏ ‏إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال‏ ‏أبو بكر ‏‏هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر ‏‏أبي بكر ‏وعمر ‏فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة ‏‏التوبة ‏آيتين مع ‏‏خزيمة الأنصاري‏ ‏لم أجدهما مع أحد غيره ‏‏لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ‏إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند ‏أبي بكر ‏ ‏حتى توفاه الله ثم عند ‏ ‏عمر ‏ ‏ حتى توفاه الله ثم عند ‏ ‏حفصة بنت عمر ‏‏تابعه ‏عثمان بن عمر ‏والليث ‏‏عن ‏يونس ‏‏عن‏ ‏ابن شهاب ‏وقال ‏‏الليث ‏‏حدثني ‏‏عبد الرحمن بن خالد ‏‏عن ‏‏ابن شهاب ‏وقال مع ‏أبي خزيمة الأنصاري ‏‏وقال ‏موسى ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏‏حدثنا ‏ابن شهاب ‏‏مع‏ ‏أبي خزيمة ‏‏وتابعه ‏يعقوب بن إبراهيم ‏عن ‏أبيه ‏وقال ‏‏أبو ثابت ‏حدثنا ‏‏إبراهيم ‏‏وقال مع ‏‏خزيمة ‏ ‏أو‏ ‏أبي خزيمة البخاري - كتاب تفسير القران - حديث رقم 4311 .
ملاحظة: لقد وجد زيد آيتين مع خزيمة لم يجدهما مع غيره من الصحابة.
السؤال: ما الذي يثبت أنهم آيتان من القرآن ومن الذي ينفي إمكانية وجود آيات أخرى عند صحابة آخرين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اختيار أبي بكر وعثمان لزيد بن ثابت سببه هو حضور زيد للعرضة الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وقد ثبت فيها ما ليس منسوخا من القرآن، وكان زيد كاتب الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم إنه لا مانع أن يكلف الأمير شخصا بمهمة وهناك من هو أصلح منه لها إذا كان المكلف يستطيع القيام بها قياما كاملا، ويضاف إلى هذا أن هؤلاء الأربعة لم يكن بعضهم موجودا أيام جمع أبي بكر للقرآن بالمدينة، فإن سالما استشهد في حروب اليمامة في بداية خلافة أبي بكر، وأما معاذ فكان باليمن واليا عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وبعض خلافة عمر.

وأما الآيتان اللتان وجدهما زيد عند بعض الصحابة فإن إثباتهما يدل له حفظ زيد لهما مع كثير من الصحابة، ووجودهما المذكور ليس معناه عدم حفظ الصحابة لهما، بل معناه أنه لم يجدهما مكتوبتين إلا عند هذا الصحابي، كذا قال ابن حجر في الفتح، ويدل له قول زيد فأخذت أتتبعه من الرقاع والعسب.

وأما نفي إمكانية وجود غيرهما عند أحد من الصحابة فإنه يدل له أن القرآن تعهد الله بحفظه فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر: 9} ووعد الله لا يتخلف، كما قال تعالى: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فالقرآن محفوظ من تطرق النقص والتحريف إليه، ثم إن وجود آيات عند صحابي واحد لا يثبت قرآنيتها لأن القرآن لا بد فيه من التواتر.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني