الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حصل على وظيفة بسبب قرابة قد لا يحتاج العمل له

السؤال

يا شيخ أنا أمرأة فور تخرجي من كليتي تمنيت أن أعمل وكان يوجد أحد أقربائي مديرا في شركة حكومية في مصر فكلمته وقلت له إنني أريد أن أشتغل وقلت له هذا الأمر كذا مرة وفعلا وجدت قريبي هذا المدير يتصل بي ذات مرة ويقول لي تعالي استلمي العمل غدا وطرت فرحا أنا وأمي وأبي ولا أكاد أصدق، المهم ذهبت فعلا للعمل فلم أجد ما أشتغل به في هذه الإدارة فأخذت من أحد العاملين جزءا صغير من عمله واشتغلت به وأتقاضى مرتبا كبيرا جدا والحمد لله، ولكن عرفت من المدير قريبي أنه لكي يشغلني استغل مركزة وكتب للمسؤولين الأكبر منه وهم المديرون الكبار المسؤولون على التعيين أنه يحتاجني بشدة في العمل وأن العمل في أشد أشد الحاجة لي وكل هذا لكي يوافقوا على تعييني والمدير قال لي أنه فعل ذلك لكي يوافقوا على تعييني في الشركة ولا بد أن يكتب هذا الكلام من احتياج العمل لي بشدة لكي يوافقوا على تعييني، وأنا الآن فعلا أعمل عنده في الإدارة مع أن إدارته فعلا بها موظفون كثيرون جدا ولديهم أعمال بسيطة جدا، المدير قريبي قال لي إن إدارته فعلا لا تحتاج لي ولكنه كتب بذلك لكي يشغلني، ويا شيخ هذا المدير طيب جدا جدا جدا وهو عمل هذا وتحايل في طلبه فقط، لكي يشغلني لكي يعمل خيرا ويشغل أحد أبناء الدولة وهو أنا ولكني أخشى الآن يا شيخ من الذي حصل هذا وهو أنني أعتبر أني جئت للعمل عن طريق التحايل، فهل أترك هذا العمل فورا أم يتحمل المدير الوزر وليس علي أنا أي ذنب فيما فعله هو لكي يشغلني في هذه الشركة، وهل ما دمت أحتبس وقت العمل وأشتغل بالجزء البسيط الذي أخذته من أحد العاملين بالإدارة كما قلت لحضرتك هل في هذه الحالة عملي حلال ومالي حلال إن شاء الله، هل بهذا يعتبر المدير كلف الشركة موظفة والشركة في غنى عن هذه الموظفه لأنها تقوم بعمل أخذته من أحد العاملين الذي يقوم به وحده أنا اعتبر كأني ساعدته لكن كان يقوم به الموظف وحده يعني العمل أي بدل ما كان يقوم به فرد واحد أصبح يقوم به فردان بنفس مقدار العمل يعني أن الشركة أصبحت تدفع مرتب الضعف على نفس مقدار العمل فبدلا من أن تدفع 1000جنيه للموظف أصبحت الآن تدفع 1000جنيه أخرى لي إذا تدفع الآن 2000جنيه بدلا من 1000على نفس مقدار العمل، مع أنني يا شيخ لم أعرف أن المدير عمل هذا الأمر وهو تحايله في طلبه واستغلال نفوذة إلا الآن وذلك بعد مرور ثلاث سنوات علي بالشركة، وأنا أعمل بنفس هذا العمل البسيط هل يعتبر مالي الآن حلال وهذا رزق ساقه الله إلي ولو تركته أكون تبطرت على النعمه وأبي وأمي فرحين جدا جدا بعملي وبمرتبي ولو تركت العمل سوف يغضبوا وأنا الآن يا شيخ امرأة مطلقه نظرا لعدم مقدرتي على الإنجاب، فهل أستمر في عملي أم لا، وهل مالي حلال أم لا؟ وجزاك الله خيراً يا شيخ أسالك بالله أن تجيب علي بنفسك ولا تحيلني لأسئلة مشابهة، وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تخلو هذه المسألة من واحد من احتمالين:

الاحتمال الأول: أن تكون الوظيفة التي حصلت عليها السائلة إنما حصلت عليها بمجرد قرابتها من المدير المذكور ولا وجود لعمل حقيقي، وإنما المسألة مجرد احتيال لأخذ المال العام بدون وجه حق، وعلى هذا الاحتمال فإن المدير بتوظيفه قريبته ارتكب خيانة ودلس على المسؤولين، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.

ويجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يصحح خطأه، كما يجب على الموظفه ترك هذا العمل ورد ما أخذته من مرتب بدون عمل إلى جهة العمل.

الاحتمال الثاني: أن يكون هناك عمل حقيقي ولكنه قليل مثله مثل عمل سائر الموظفين -كما هو ظاهر السؤال- وعلى هذا الاحتمال فالوظيفة جائزة والمرتب حلال، ذلك أن الموظف يعتبر أجيراً خاصاً والأجير الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه وحضوره في الدوام الرسمي ولو لم يوجد عمل فضلاً عن وجود عمل قليل، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 63047.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني