الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات من تريد التعلم عليه من العلماء

السؤال

إذا كنت أريد معرفة هل هذا الشيخ جيدا أم لا، ماذا أفعل؟ إذا تتوفر فيه كل الشروط، ولكن أحيانا يختلف مع شيوخ السعودية، ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل في طلاب العلم أنهم محمولون على العدالة ما لم يظهر منهم ما يؤدي لجرحهم من التعصب للبدع، أو مقارفة المعاصي، ولا ينبغي التنقيب عن المستور من أحوال الناس، وعلى من اطلع على شيء من ذلك أن يستره ما لم يكن في هتكه مصلحة شرعية معتبرة، قال ابن عبد البر في التمهيد: وكل حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول في أمره أبداً على العدالة حتى تتبين جرحته في حاله أو في كثرة غلطه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.

هذا.. وميزة أهل العلم الربانيين هي قيامهم بالعمل بما علموا وتعليمهم ودعوتهم الناس إليه، ومن فرط في علم أو عمل أو تعليم للناس يخاف عليه من الخسارة، كما قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {العصر}، فعلى من أراد الاستفادة من أهل العلم أن يختار للأخذ منه أعلمهم وأشدهم تمسكاً والتزاماً بالعمل بالعلم وأحرصهم على نشر الخير وهداية الناس، قال ابن القيم في طريق الهجرتين في بيان فضل العلماء: قال بعض السلف: من علم وعمل وعلم فذلك يدعى عظيماً في ملكوت السماء.... ثم قال ابن القيم: وهؤلاء هم العدول حقاً بتعديل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم إذ يقول فيما يروى عنه من وجوه شد بعضها بعضا: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. وراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31129، 30036، 61916، 33346، 29139، 31871.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني