الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتهد في الدراسة دون النظر إلى الآخرين

السؤال

أنا ذكية في المدرسة، لكن هناك طالبة تضع المعلمات لها علامات تامة مع أني أشطر منها، وأصبحت أشك أني لست مجتهدة وأيضا ابنة خالي معي في المعهد على أساس أنها أشطر مني لكن هي مثلي وليست أشطر أهلها ليل نهار يقولون لها ادرسي أما أهلي وأحمد لله يقولون أعطي طاقتك فقط وأخاف أن يجمعوا أكثر مني بالرغم من ذكائي أنا مضطربة، ما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من الغرائز التي جبل عليه معظم الناس الرغبة في التفوق على الآخرين في الدرجات والمناصب، والحق أن التفوق الذي يستحق المنافسة والغبطة هو ما كان في طاعة الله تعالى والتقرب إليه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. والحديث في الصحيحين وغيرهما.

ومما يريح الضمير ويبعد عن التنافس المذموم أن ينظر المرء إلى من هو دونه منزلة في أمور الدنيا، ولا ينظر إلى من هو أعلى منه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: انظروا إلى من أهل أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. كما في السنن والمسند.

ومع ذلك فإنا لا ننصح الأخت الكريمة بعدم الطموح إلى الدرجات في الامتحان، ولكن نقول لها: إن الأولى بها أن تجتهد في الدراسة وتثابر دون النظر إلى ما أعطاه الله للآخرين، فإنها إذا اجتهدت فسوف تجني ثمرة عملها، ولا يضيرها أن يشاركها في ذلك غيرها من الطالبات.

وإذا كان المعلمات يعطين لبعض الطالبات من الدرجات أكثر من حقهن، أو كن ينقصن بعض الطالبات عن حقهن فقد أخطأن في تلك المعاملة، لأن العدل في منح الدرجات واجب، وعلى كل حال فإن نصيحتنا لك هي أن تهوني على نفسك، فكثرة الانشغال بهذه الأمور تؤدي غالباً إلى القلق والاضطراب، وقد تحرم صاحبها من الوصول إلى هدفه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني