الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على المشتري البحث عن كيفية تملك البائع للسلعة

السؤال

أود شراء قطعة أرض من شخص ما , فهل علي أن أبحث عن الطرق التي حصل بها على القطعة أهي شرعية وبصورة صحيحة قانونيا أم لا ؟ وهل إذا اشتريتها منه وكان قد حصل عليها بطريقة غير صحيحة فهل يصيبني إثم أم لا ؟ بارك الله فيكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما سألت عنه له حالات:

الأولى:

أن تعلم أو يغلب على ظنك أن من تريد أن تشتري منه الأرض قد تحصل عليها بطريقة غير مشروعة كغصب أو حيلة فلا يجوز لك حينئذ أن تشتريها منه لأنها ليست ملكا له، ولا يحل لشخص أن يبيع ما لا يملك، ولا يصح البيع إن حصل، ويعتبر المشتري شريكا للبائع في الإثم حينئذ لأن الواجب عليه هو أن يعين صاحب الحق في استرجاع حقه لا أن يعين الغاصب والمحتال على ظلمه.

والثانية:

أن تعلم أو يغلب على ظنك أن من تريد أن تشتريها منه قد تحصل عليها بطريقة مشروعة كبيع أو إرث فلا حرج عليك في أن تشتريها منه لأن من حقه أن يبيع أرضه، ومن حقك أن تشتريها.

والثالثة:

ألا تعلم أو يغلب على ظنك لا هذا ولا هذا وإنما الأمر مجرد توهم أو شك فالأصل في ذلك هو الجواز، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين أو غلبة ظن، ولكن إذا أراد الشخص أن يحتاط لدينه فلا يشتري ممن يشك في طريقة حصوله على ذلك حتى يسأل ويتأكد فذلك أمر حسن خصوصا إذا كان الناس في زمن الغصب والنهب , وقد كان الإمام النووي رحمه الله لا يأكل من غلة دمشق لأنه يخشى أن تكون من غلة الوقف التي بيعت بغير حق

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني