الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا إثم فيما يرد على الخاطر من أفكار ووساوس دون تعمد ولا استرسال

السؤال

أحيانا تراودني بعض التخيلات عن الجماع مع أني لا أتعمدها ولا أسترسل في التفكير بها وأبتعد عنها فوراً فأضطر للاغتسال كل يوم مع أنها تراودني رغما عني هل هذه وساوس؟ هل حكمها مثل حكم النظرة الأولى التي لا توجب الغسل؟ أنا لا أشعر باللذة ولكني أشعر بخروج شيء مني دون شهوة وأظل في حيرة وقلق وخوف من عدم قبول صلواتي هل يجب علي الغسل؟ هل أنا مريض بالوسواس؟ أنا أحب الصلاة وأخشى الله كثيراً ولا أشاهد أو أفكر في أي شيء محرم أو مثير للشهوة.ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت تلك الأفكار ترد على خاطرك من غير تعمد ولا تسترسل فيها فلا إثم عليك إن شاء الله تعالى، وهي وساوس من الشيطان ليشغل قلبك وتفكيرك بمثل هذه الأمور، فعليك أن تواصل الابتعاد عنها وعدم الاسترسال فيها، وراجع الفتوى رقم: 60114.

والخارج منك إن كانت تنطبق عليه صفات المذي، فإنه نجس وناقض للوضوء، والغالب في مثل هذه الحالة أن يكون الخارج مذياً، لأنه يخرج غالباً عند التفكير فيما يثير الشهوة، وراجع الفتوى رقم: 58268.

وإن كان الخارج منياً وخرج بدون شهوة، فلا يوجب الغسل عند جمهور أهل العلم، كما تقدم في الفتوى رقم: 14256.

وقد تقدم تفصيل الفروق بين المني والمذي وذلك في الفتوى رقم: 56944، والغسل من الجنابة لا يجب إلا بعد حصول أحد موجباته التي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 3791.

وبالتالي فلا يجب عليك الغسل إلا إذا تحققت من خروج المني بلذة معتادة، أما مجرد التفكير أو النظر فلا يوجب غسلاً، وعلاج الوسوسة تقدم في الفتوى رقم: 34559.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني