الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الذنوب على العبد

السؤال

قد يكون سؤالي فيه شيء من الاستغراب ولكنني اعتدت أن أستشيركم في أبسط الأمور لما في جوابكم من شفاء لكثير من الوساوس والظنون.السؤال : أتعرض في كل سنة خلال شهر تموز (حصراً) لحادث مكروه يضر برزقي وأموالي ومضى على هذه الحال سبعة أعوام بحيث أصبحت أعيش في قلق وخوف طيلة هذا الشهر وما إن يمر نصفه أو أكثر منه حتى أتعرض لحادث فقد فقدت وظيفتي مصدر رزقي مرتين في هذا الشهر لسنتين متتاليتين بعدها تعرضت لحادث سرقة وفي هذه السنة 21/7/2005 تعرضت لحادث سلب كبير خسرت فيه راتبي ومبلغاً مخصصا لمصروف البيت وساعة ثمينة وكل مستمسكاتي الشخصية وفي كل مرة أقول الحمد والشكر لله الذي دفع عني ما هو أعظم حيث إنني أردد باستمرار (اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف به) كوني أعيش في العراق وتعرفون ما نمر به من ظروف ما يقلقني هو هل أنا مذنبة أو مقصرة في واجباتي تجاه الله عز وجل وهذا عقاب لي علماً بأنني أسعى جاهدة للإيفاء بكل الالتزامات والفروض من صلاة وصوم وزكاة وصدقة جارية أم هو امتحان كون المؤمن مبتلى.
أرجو إجابتي في حال وجود تفسير لكم لمثل هذه الحالة.
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما نوصيك به أيتها الأخت الكريمة هو أن تنأي بنفسك عن التشاؤم بالأيام والشهور، فإن ذلك من الطيرة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم واعتبرها من الشرك.

ومن وجد في نفسه شيئاً من ذلك، فليذهبه بالاعتماد على الله والتوكل عليه، وليقل: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.

فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، الطيرة شرك، ... ثلاثاً وما منا إلا... ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وبالنسبة لما سألت عنه، فإن للذنوب أثراً كبيراً فيما يصيب العبد من نكبات، قال جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30}.

والعبد يحرم الرزق بسبب معاصيه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.

ومع أن الابتلاء يكون عقوبة على ذنب، فإنه أيضاً يأتي لتكفير الخطايا، ويأتي لرفع الدرجات، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.

ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم: 64831 .

فتوبي إلى الله مما كنت تعتقدينه إذا كان لك اعتقاد في أن للشهر المذكور تأثيراً، وتوبي إلى الله من جميع الذنوب ، واصبري على ما أصابك لتفوزي بأجر الصابرين.

ونسأل الله لك العافية، واعلمي أن الدعاء بصيغة: اللهم لا أسألك رد القضاء. دعاء غير مشروع، وراجعي الجوب رقم: 1044.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني