الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف ينشأ الطفل على حب القرآن؟

السؤال

كيف أزرع حب القرآن الكريم في ابنتي، علماً بأنها لم تبلغ أكثر من عام؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزى الله الأخ السائل خيراً على اهتمامه بتربية ولده في هذا السن المبكر، ونسأل الله أن يبارك له فيه، وبخصوص ما سأل عنه فقد ألفت بعض الكتب في بيان الطرق المفيدة في زرع حب القرآن في قلوب الأبناء، من ذلك كتاب نشر على موقع صيد الفوائد عنوانه ( كيف نعين أطفالنا على حب القرآن) قالت مؤلفته في بيان الهدف من تأليف الكتاب: إن الهدف المرجو من هذا الكتيب هو مساعدة الطفل على حب القرآن الكريم، من أجل أن يسهل عليه حفظه، وفهمه، ومن ثم تطبيقه. ثم قالت بعد أن تكلمت عن مرحلة الأجنة: مرحلة ما بعد الولادة حتى نهاية العام الأول: تبدأ هذه المرحلة بخروج الجنين إلى الدنيا حيث أول محيط اجتماعي يحيط به، لذا فإنها تعد الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل، ولها تأثيرها الحاسم في تكوين التوازن الانفعالي والنضوج العاطفي، فلا عجب إذن أن يركز المنهج الإسلامي على إبداء عناية خاصة بالطفل في هذه المرحلة.

ومما ذكرته عن هذه المرحلة وهي العام الأول من عمر المولود: وفي عصرنا الحالي، نرى علماء النفس على اختلاف مشاربهم يولون هذه المرحلة أهمية قصوى باعتبارها الهيكل الذي تبنى الشخصية على أساسه، فنراهم يجرون دراسات حول ما يسمى بذكاء الرضيع، ثم يقومون بمحاولات تربوية لاستغلال هذه الفترة في تنشئة أطفال عباقرة. ومن ثم، فإن التي ترضع طفلها على صوت ندي يتلو القرآن الكريم، فإن الراحة والسكينة والاطمئنان والحنان الذين يشعر بهم الطفل وهو بين أحضان أمه سيرتبطون في عقله اللاواعي بالقرآن الكريم.. ومن ثم يصبح القرآن بالنسبة للطفل فيما بعد مصدراً للأمن والاطمئنان والسعادة، ونوعاً آخر من الزاد الذي يشبع قلبه وروحه، كما كانت الرضاعة تشبع بطنه وتسعد قلبه، فإذا كانت الأم هي التي تتلو القرآن مجوداً ، فإن ذلك يكون أقرب لو جدان الطفل وأشد تأثيراً فيه، وأهنأ له ولأمه.

ثم قالت عن المرحلة الثالثة: في العام الثاني من حياة الطفل: تلعب القدوة في هذه المرحلة دوراً هاماً ورئيساً في توجيه سلوك الطفل، لذا فإنه إذا شعر بحب والديه للقرآن من خلال تصرفاتهما، فإن هذا الشعور سوف ينتقل إليه تلقائياً، ودون جهد منهما، فإذا سمع أباه يتلو القرآن وهو يصلي جماعة مع والدته. أو رأى والديه ـ أو من يقوم مقامهما في تربيته يتلوان القرآن بعد الصلاة، أو في أثناء انتظار الصلاة، أو اعتاد أن يراهما يجتمعان لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة في جو عائلي هادئ .. فإنه سيتولد لديه شعور بالارتياح نحو هذا القرآن، وإذا لاحظ أن والديه يفرحان بظهور شيخ يتلو القرآن وهما يقلبان القنوات والمحطات، فيجلسان للاستماع إليه باهتمام وإنصات، فإنه سيتعلم الاهتمام به وعدم تفضيل أشياء أخرى عليه، وإذا رآهما يختاران أفضل الأماكن وأعلاها لوضع المصحف، فلا يضعان فوقه شيئاً، ولا يضعانه في مكان لا يليق به، بل ويمسكانه باحترام وحب.. فإن ذلك سيتسلل إلى عقله اللاواعي .. فيدرك مع مرور الزمن أن هذا المصحف شيء عظيم، جليل، كريم، يجب احترامه، وحبه وتقديسه.

ثم ذكرت المؤلفة المراحل العمرية التي تلي ذلك، وذكرت فيها طرق وأساليب قيمة في تحبيب القرآن الكريم للأطفال.

وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 40537، 13767، 21752، 24573.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني