الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين (قياس مع الفارق) و (على خلاف القياس)

السؤال

هل تدل عبارة "قياس مع الفارق" على نفس المعنى الذي تؤديه عبارة "على خلاف القياس"؟ إن كان غير ذلك، فما معنى "قياس مع الفارق"؟ وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبين العبارتين فرق وهو أن قولهم" على خلاف القياس" يعنى إثبات حكم لأمر يخالف حكم نظائره في نظر قائل ذلك وغالبا ما يكون ذلك بدليل، وأما قولهم "قياس مع الفارق" فهو فيما جرى فيه القياس ولكن أعل لوجود قادح وهو عدم مساواة الفرع للأصل المقيس عليه، إذ من شروط القياس وجود علة الأصل بتمامها في الفرع كما قال العلوي في مراقيه: وجود جامع به متمما *شرط. ................

فإن وجد بعض العلة فقط فسد القياس لأنه قياس مع الفارق، كما لو قاس الشافعي التفاح على البر بجامع الطعم فيكون ربويا، فيعترض عليه المالكي بأن هذا قياس مع الفارق لأن في البر أوصافا أخرى صالحة للتعليل مثل الاقتيات والادخار وهي لا توجد في التفاح، فيكون قياسا مع الفارق لأن علة الأصل غير موجودة بتمامها في الفرع، فلا يصح القياس هنا لوجود الفارق، وهو من القوادح كما قال العلوي:

والفرق بين الأصل والفرع قدح إبداء مختص بالأصل قد صلح.

إذن فعبارة: قياس مع الفارق" تفيد أن المعترض عليه بها قد أجرى القياس وأعطى الفرع حكم الأصل ولكن لوجود فارق مؤثر بينهما اعترض عليه بذلك فقيل: هذا قياس مع الفارق. وأما عبارة" على خلاف القياس" فإنها تعنى ثبوت حكم لدليل أو سماع يخالف حكم الأصل أوالقاعدة العامة المطردة ، وكثيرا ما يستعمله اللغويون فيقولون مثلا هذا جمع على خلاف القياس كما في مقاليد جمع إقليد وراسيات جمع راس، فذلك مسموع عن العرب بل جاء به القرآن وهو على خلاف القياس اللغوى. فقياس الجمع في إقليد(المفتاح) أقاليد وفي راس(الحبل) رواس وهكذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني