الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز لي أن أغتاب الأطفال وصغار السن، وهل غيبتهم هي بنفس إثم الغيبة العادية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أصل الغيبة محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات:12}، وقال صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

وبناء عليه فإنه لا يجوز تنقص الصبيان وإيذاؤهم بذكرهم بما يكرهون لأنهم يشاركوننا في الأخوة الإيمانية بل إن في ذلك إيذاء ذويهم الكبار، وقد صرح بعض العلماء بحرمة اغتياب الشخص في نفسه وأهله، قال الناظم:

يحرم في حضوره وغيبه * في نفسه أو أهله أو كلبه

ثم إن من دواعي البعد عن تنقص الصبيان ما فيه من تنقيص خلق الله تعالى وتضييع الوقت فيما لا يعني، قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: وسئل الغزالي في فتاويه عن غيبة الكافر؟ قال: هي في حق المسلم محذورة لثلاث علل: الإيذاء، وتنقيص خلق الله، فإن الله خالق لأفعال العباد، وتضييع الوقت بما لا يعني..

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني