الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتحلل الموظف إذا ضيع وقتا من عمله في أمور خاصة

السؤال

أنا أعمل كمدير مشروع برمجة في إحدى الجامعات في بلجيكا، عند بداية المشروع تم وضع خطة زمنية للعمل والنتائج المتوقعة بعد كل مرحلة، المشروع يسير ضمن الخطة حتى الآن ولكنني أضيع وقتا كبيرا خلال النهار على أمور شخصية بالتأكيد كان يمكن تحقيق تقدم أكبر لو ركزت على عملي ما يقلقني حاليا هو إحساسي الدائم بأن راتبي حرام وأحاول التركيز ولكن دون فائدة وخاصة أني أنوي العودة قريبا إلى وطني الأم وهناك أمور كثيرة تشغلني بهذا الخصوص الذي أقلقني أكثر أني دفعت منذ شهر تقريبا 10000 دولار لكي لا أذهب للخدمة العسكرية في بلدي والآن المبلغ المطلوب أصبح 2000 دولار وأحس أن الـ 8000 دولار التي خسرتها كانت مالا حراما نتيجة انشغالي بأموري الشخصية خلال عملي ماذا علي أن أفعل الآن لكي أرتاح؟
أرجو إرشادي وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من السؤال أنك تعمل أجيراً خاصاً عند هذه المؤسسة، والواجب على الأجير الخاص أن يلتزم بالعمل لدى المستأجر خلال المدة التي ينص عليها العقد المبرم بينهما، وذلك دون التفات إلى ما يتم إنجازه من العمل، قال صاحب تنوير الأبصار من الحنفية في تعريف الأجير الخاص: من يعمل لواحد عملاً مؤقتا. اهـ

وقال في غاية المنتهى وهو حنبلي: من قدر نفعه بمدة معينة. اهـ

وبناء على ذلك، فإنه لا يجوز له استغلال وقت عمله في أمر يخصه أو يخص غيره إلا إذا أذن له في ذلك من له حق الإذن من المسؤولين في العمل.

ولذا، فإننا نرى أن الواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله تعالى مما حصل مع العزم على عدم العودة إليه في المستقبل، ولا تتم توبتك إلا باستحلال المسؤولين في الشركة مما حصل منك من تقصير، فإن تعذر عليك ذلك خوفاً من لحوق الأذى بك وجب عليك تقدير قيمة الوقت الذي تم استغلاله لمصلحتك، ورد قيمته للمؤسسة، ولا يشترط أن يكون ذلك بعلمهم أو رضاهم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16398، 11171، 42937.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني