الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الجملة دعائية وليست جوابا للأمر

السؤال

إمام عند القيام للصلاة ، يدعو المصلين إلى تسوية الصفوف بالعبارة التالية : استووا واعتدلوا رحمكم الله .
أليس الأصح أن يقول يرحمكم الله على أساس أن الفعل (يرحم ) واقع في جواب الأمر ، أفيدوني
يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن جملة يرحمك الله جملة دعائية وليست جوابا للأمر، والأولى أن تكون تلك الجملة بصيغة الماضي. قال في الوسيط: ويكبر الإمام بعد قوله استووا رحمكم الله، وكذا في حاشية إعانة الطالبين.

وكذلك لو كانت بلفظ المضارع فإنها تكون استئنافية دعائية وليست جوابا للأمر إذ لم يرد ترتيب حصول الرحمة على حصول تسوية الصفوف، فهذا من الغيب ولا يثبت إلا بدليل، وإنما يطلب الإمام من المأمومين أن يسووا صفوفهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ثم يسأل لهم الرحمة والمغفرة، ومن المعلوم أن الدعاء بصيغة الماضي جائز لغة وشرعا كما في دعائه صلى الله عليه وسلم لأسلم وغفار في قوله: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها. متفق عليه.

ويجوز كذلك بصيغة المضارع كما في قوله تعالى على لسان يوسف لما قال لإخوته: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {يوسف: 92}

هذا مع التنبيه إلى أنه لو قال استووا يرحمكم الله فإنها تكون بالرفع على الاستئناف والدعاء ولا تكون بالجزم إذ لا يصح كونها جوابا للأمر لعدم الخبر من الشارع بترتب الرحمة والمغفرة على ذلك الفعل، والحكم به أمر توقيفي لا بد فيه من خبر كما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني