الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة النصوح تمحو الذنوب بل تبدلها حسنات

السؤال

يا فضيلة الشيخ أنا شاب ملتزم منذ مدة سنة وعمري 21سنة تقريبا وتبت عما فعلت بالماضي المظلم الذي كنت فيه، وعندي بعض الذنوب المخيفة ولا أعرف إن كان الله قد غفر لي أم لا، و إحداها أنني كنت أحب الأولاد الذين أشكالهم جميلة أو الولد الأمرد ومارست اللواط وكنت فاعله ولست مفعولا به فهل التوبة عن اللواط كافية أم يجب إقامة الحد فيه, وأيضا كنت قد قذفت عدة فتيات ولا أستطيع أن أعترف لهن بهذا لأنه ربما أقتل من أهلهم فكيف أتوب, وأيضا أنا الآن من بعد توبتي أصبحت أعيش بجو مليء بالمعاصي من أهلي بسبب الأغاني ونصحتهم ولكنهم لا يقتنعون وبسبب هذا أشعر دائما بضيق في الصدر وعندما أرتكب أي ذنب لا أستطيع الندم عليه فماذا أفعل....وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة قبل أن يدهمك الموت، وأبشر فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويفرح بهم إذا جاؤوه نادمين ذليلين منكسرين، بل إنه من رحمته سبحانه يبدل سيئات عباده التائبين حسنات، قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة:104}. وقال أيضا: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}. وقال سبحانه: .. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان:70}. وانظر الفتوى رقم: 7549، واعلم أن التوبة كافية في محو الذنوب ولا يشترط لمحوها إقامة الحدود على مرتكبيها، وذلك بشرط أن تستوفي التوبة شروط قبولها، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتويين: 9694 ، 5450، وأما الفتيات التي قذفتهن، فإن من تمام توبتك أن تبرئهن عند من قذفتهن أمامه فتكذب نفسك وتخرج مما قلت، إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن ذلك فأكثر من الدعاء لهن والاستغفار. وانظر الفتوى رقم: 7017، ورقم: 24940. وبالنسبة لأهلك الواقعين في الذنوب والمعاصي، فلا تكف عن نصحهم والإنكار عليهم رحمة بهم وشفقة عليهم من أن ينالهم من عذاب الله على تفريطهم في جنبه تعالى، وترفق في نصحهم وأمرهم ونهيهم فإن ذلك أدعى لقبولهم، ونوع في طريقة نصحهم، فتارة بالنصح المباشر وتارة بإسماعهم شريطا أو محاضرة فيها النهي عما هم واقعون فيه، وتارة بتمكينهم من قراءة بعض المطويات والرسائل الدعوية ونحو ذلك. هذا، وللمحافظة على توبتك ننصحك بأن تتخذ رفقة صالحة من الشباب المستقيم المتمسك بدين الله تعالى، فإن صحبتهم من أعظم أسباب الاستقامة بعد الله تعالى، فاعبد الله معهم وتعاون معهم على فعل الخيرات وطلب العلم النافع فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. هذا، واعلم أن الندم عمل قلبي وشعور داخلي بالتفريط في حق الله ويتولد عن ذلك الأسف والحزن كلما تذكر العبد تفريطه وينتابه بسببه الخوف من أن يناله عقاب الله تعالى، وهذا الندم هو أهم شروط التوبة من الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الندم توبة. فاجتهد في تحصيل الإشفاق من الذنوب وتوابعها لتحقيق الندم على أي ذنب تقع فيه. واجتهد فيما يقوى إيمانك وراجع الفتوى رقم:10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني