الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقطيع البسملة والاستشفاء بها

السؤال

نفع الله بكم أمة الحبيب الغالي محمد سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة والتسليم، لي صديق يداوم على ذكر البسملة بأعداد معينة وبين الفينة والأخرى يكتبها حروفا متفرقة هكذا: ب س م ا...... بماء ورد ومسك وزعفران كلما ألمّ به داء ويستشفي بها، هل هذه الكتابة جائزة.. أم تعتبر مساسا بحرمة كتابنا العزيز؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبسملة آية من كتاب الله وقد بينا حكم الاستشفاء بالقرآن وضوابط ذلك في الفتوى رقم: 34042، والفتوى رقم: 9922.

وأما كتابة البسملة مقطعة فإن ذلك فيه إخلال برسمها، ورسم القرآن توقيفي لا يجوز الإخلال به ويشتد الأمر حرمة إذا كان ذلك بالطريقة المذكورة في السؤال لأنها تخالف قواعد الإملاء العربي، وقد تكون هذه الطريقة من أمور السحرة وطلاسم المشعوذة في كتابة الآيات مقطعة ومعكوسة داخل الجداول أو خارجها.

وأما قراءتها وتكرارها أو كتابها عدداً معيناً فإنه لم يرد، ولكن لا نعلم ما يمنع منه، وكذلك كتابتها بالورد أو الزعفران ونحو ذلك، فقد اختلف فيه، فمن أهل العلم من أباح كتابة القرآن بكل طاهر لشربه أو غسل بعض الأعضاء به، ومن أولئك الإمام أحمد، كما ذكر العلامة ابن القيم في زاد المعاد، وانظر الفتوى رقم: 7852.

وذهب آخرون إلى منع ذلك والاكتفاء بنفثه ونفخه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وخلاصة القول أن تقطيع البسملة أو غيرها من آيات الله لا يجوز، وأن الاستشفاء بكتاب الله بقراءته أو نفخه أو كتابته بطاهر وشربه لا حرج فيه.

وننصح السائل الكريم ومن حوله من المؤمنين بالابتعاد عن السحرة والمشعوذين ونحوهم ممن يعملون أعمالاً تخالف هدي شرعنا القويم، وفي الحلال غنية عن الحرام والحق أحق أن يتبع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني