الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتماد على الراتب وحده هل ينافي كمال التوكل

السؤال

أرجو التكرم من علمائنا الأجلاء تفصيل المسألة التالية وبسطها بذكر أقوال السلف إن وجد بقدر الإمكان :
وهي هل الراتب الذي يتقاضاه الموظف نظير عمله ويعتمد علية الموظف وحده دون مصدر آخر للكسب أو الرزق أو التجارة ينافي كمال التوكل على الله .والسعي في الأرض المأمور به .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في فتاوى سابقة معنى التوكل على الله، ولك أن تراجع فتوانا رقم: 18784، فإذا حصل للعبد ما يكفيه هو ومن يعول ممن تجب عليه نفقته كالزوجة والآباء والأولاد جاز له ترك العمل لأن طلب الكسب لا يجب عليه إلا لسد حاجته وحاجة من يعول ممن تجب نفقته وقضاء ديونه إن كان عليه دين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.

وروى البخاري عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يبيع نخل بني النضير ويحبس لأهله قوت سنتهم.

والجمهور من العلماء على أن الكسب الذي لا يقصد به التكاثر مما يزيد على حاجة المرء ومن يعول أفضل من التفرغ للعبادة إذا قصد به العبد التوسل إلى طاعة الله من صلة الإخوان والتعفف عن وجوه الناس وإعانة الفقراء والمعوزين، وهذا من باب الاستحباب لا الوجوب، وقد علل الجمهور ذلك بأن المتعبد ينفع نفسه فقط والمتكسب ينفع غيره بما يعينه به من المال وينفع نفسه بنيل الأجر والثواب على ذلك، وذلك هو خير الناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس. رواه الطبراني في المعجم الصغير وصححه الألباني في الصحيحة.

وبناء على ذلك فإنه لا مانع من اعتماد المرء على الراتب الذي يتقاضاه دون امتهان عمل آخر مادام الذي يأتيه كافيا لسد حاجته وحاجة من تلزمه نفقته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني