الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التساهل في الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة التلفاز

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا فتاة يبلغ عمري 14 عاماً أسرتي ولله الفضل محافظة وملتزمة إلى حد ما منذ فترة أدخلنا التلفاز إلى البيت (قنوات جادة ودينية وتعليمية فقط) ولشد اندهاشي لما وجدتهم يتساهلون في أمر الموسيقى أي أنهم مثلاً يتأخرون قليلاً في غلق الصوت عندما يكون موسيقى وأحيانا إذا كان الكلام المصاحب مهماً بالنسبة لهم فموقفهم يكون (ماذاسنفعل؟ لا تحسبي أننا مرتاحون هكذا) كان هذا في البداية ثم بدأوا بعد بضعة أشهر يتركون صوت الموسيقى مفتوحا وإذا نبهتهم قالوا (لم ننتبه) وإذا كانت الموسيقى هادئة يقولون (هل تسمعينها؟) ثم بدأوا يستمعون إلى الكلام غير المهم كالرسوم المتحركة في وجود الموسيقى ثم بدأوا يتركون التلفاز مفتوحا دونما أحد ينتبه للصوت أنا لا أعلم ما الذي أصابهم فأنا لم أتخيل أن هذا قد يحدث يوما في منزلنا الذي ظل سنوات طوالا طاهرا مشرقا بنور الإسلام أنا لست ملتزمة إلى حد كبير ولكني أبذل ما أستطيع وأحاول التعلم لأصير أفضل أرشدوني لما أفعل فأنا لم أعد أستطيع الخشوع في صلاتي وتباعا لذلك أصبحت أزداد سوءا ودعائي لا يستجاب أرشدوني أثابكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً جزيلاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولعل ما ابتلي به أهلك من التساهل في استماع الموسيقى والتساهل في مشاهدة كل ما يعرض في التلفاز، سواء أكان مفيداً أو غير مفيد، لعل هذا راجع إلى ضعف طرأ على إيمانهم وقلة خوفهم من الله وقلة حيائهم منه.

وإن الشيطان من كيده لابن آدم وحرصه على إغوائه، فإنه يستدرجه شيئا فشيئاً فقد يزين له مشاهدة بعض برامج التلفاز النافعة ليجره بعد ذلك إلى مشاهدة غير النافع إلى أن يتورط في سماع الحرام ورؤية الحرام، قال تعالى: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.

وقال الحسن بن صالح: إن الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين باباً من الخير يريد بها باباً من الشر!!.

وعلى هذا، فينبغي عليك أن تنصحي أهلك وتذكريهم بالله العظيم وتخوفيهم على إيمانهم الذي يضعف ويتفلت منهم، وتحيني الأوقات المناسبة لنصيحتهم وانتقي أفضل الكلمات وأرق العبارات حتى تلقى قبولاً عندهم وتمس شغاف قلوبهم، وأسألي الله لهم الهداية والسداد والعزيمة على الرشد.

هذا، ويظهر من رسالتك أنك صاحبة عقل، فنسأل الله الكريم أن يحفظه عليك، ولكي تستعيدي الخشوع في الصلاة والتلذذ بالقرب من الله، فهناك بعض التدابير، منها:

1- اعتزال أهل المنكر وقت غشياتهم للمنكر، فلا تشاركي أهلك في مشاهدة التلفاز، بل ولا تجلسي في المكان الذي يوجد فيه التلفاز حتى لا تهفو نفسك إلى مشاهدة برامجه.

2- اعلمي أن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، وتعاوني معهن على الخير وعلى طلب العلم النافع.

3- اسألي الله كثيراً بذل وإلحاح أن يزيد إيمانك ويرزقك الخشوع في الصلاة، وتحري في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة، مثل ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، وأثناء السجود، وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، وعند الفطر في اليوم الذي تصومين فيه.

ولمزيد فائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني