الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجنب احتقار الناس لا يسوغ مصافحة النساء

السؤال

أنا تلميذ في الثانوية والمدارس عندنا مختلطة وبصراحة كلها فتن، فهل يجوز مصافحة البنات إذا كنت مضطراً لذلك فقد تجنبت هذا فانقلب الكل ضدي وأصبحوا يقولون لي أنت تحتقرهن لأنهن يصافحنك فلا تبسط إليهن يدك... هل يمكن أن أجلس مع بعض البنات الكاسيات العاريات لأبلغهن الإسلام، ما هي الحدود بين الذكور والإناث في هذا الاختلاط وكيف نتعامل مع العفيفات ومع الكاسيات العاريات... أرجو التفصيل؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تجوز مصافحة النساء، ولا ضرورة فيما ذكرت ولو انقلب الجميع ضدك واتهموك باحتقارهن، فلماذا لا يتهمون أنفسهم باحتقارك أنت حيث يطلبون منك معصية خالقك وانتهاك حرماته وتجاوز حدوده، فذلك هو الصغار بعينه والاحتقار بنفسه، فلا تجوز لك مصافحتهن وفي الحديث: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني، وعند ابن حبان: ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. وانظر الفتوى رقم: 12721، والفتوى رقم: 13279.

وأما جلوسك مع الكاسيات العاريات لأجل دعوتهن فضرره أكبر من نفعه، والأولى أن يكون ذلك عبر نساء صالحات فإنك لا تأمن على نفسك الفتنة، ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة، وتمكن دعوتهن بوسائل وطرق تقيك شرهن وتأمن فيها من فتنتهن، وقد بينا بعض تلك الطرق في الفتوى رقم: 30995، كما بينا بعض الآداب للداعية في الفتوى رقم: 8657، ولمعرفة حكم الدراسة في المدارس المختلطة نرجو مراجعة هاتين الفتويين: 8221، 56103.

نسأل الله تعالى لنا ولك الثبات والاستقامة على دين الله تعالى والحفظ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، واعلم أن المتمسك بدينه في هذا الزمان كالقابض على الجمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5860، 32683، 39281، 55773.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني