الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندي سؤال عن أختي لقد توفيت رحمها الله قبل ثمانية أيام من هذا اليوم في العراق والسبب كان هجوم بعض المسلحين عليهم هي وزوجها فهي متزوجة منذ ثمانية أشهر وقد أصيبت برصاصتين في بطنها وساقها وبقيت رصاصة بساقها لأنها كانت موجودة في العصب وبقيت بالمستشفى شهرا بالكامل فهي أصيبت في يوم 22\\8 وانتقلت إلى رحمة الله في فجر يوم الجمعة عندا أذان الفجر مع الله وأكبر المصادف23\\9 ولقد قالت لي أمي إذا توفيت لا تعملوا لي فاتحة التي هي جنازة تكون 3 أيام أمي قالت لا حبيبتي لا تقولي راح أموت وبعدين طلبت شرب الماء ونطقت الشهادة وتوفيت وانتقلت إلى رحمة الله علما أنها كانت حاملا في الشهر الرابع وفقدت طفلها طبعا أثناء الحادث وتوفيت وهي في النفاس وقبل وفاتها بيوم يعني يوم الخميس طلبت من أمي أن تصلي المغرب والعشاء لأنها لم تصل منذ شهر وأمي قالت لها صلي لأنك معذورة باعتبار هي كانت لا تستطيع أن تمشي وكانت في النفاس وهي كانت الحمد لله متدينة جدا فقبل أن تصير الحادثة فهي كانت هي وزوجها ووالدته ذاهبون إلى العشاء صلت المغرب وبعدها أصيبت آسفة على الإطالة ولكن لكي تفيدوني بفتاوى واضحة سؤال هو نحن جميعا نقول ونحلف أنها شهيدة وذهبت إلى الجنة فهل يجوز أن نؤكد بهذا الشيء علما أنها نطقت الحمد لله الشهادة وتوفيت مع أذان الفجر عندما قال الله أكبر وشربت ماء ودفنوها أيضا مع صلاة الجمعة أيضا عندما قال الله أكبر سبحان الله والحمد لله على كل شيء وإنا لله وإنا إليه راجعون وكانت حاملا بولد سمته أحمد سؤالي الثاني هو أن أمي في البداية لم تكن موافقة على هذا الزواج ولكنها كانت تحبه كثيرا وهو كذلك ثم وافقت أمي بعدم رضاها على هذا الشخص فهل هي كانت أذنبت بهذا الشيء ويقول الناس إن الشهر الذي قضته في المستشفى وقتلها قصر فهي مسحت جميع ذنوبها مع العلم أنها كانت جدا متدينة في الفترة الأخيرة والسؤال الثالث هو أني متزوجة في هنغاريا منذ 5 سنوات ولم أرها ولكن الشيء الغريب الذي حدث هو أني حلمت قبل الحادث يعني استيقظت صباحا واتصلت بزوجي أن يحضر لي كارت لكي أتصل بهم لأن أحدا من أهلي مات أو سوف يموت لأن حلمت أننا جميعا كنا نعرج من الساق وأمي وأبي كانوا أكثر اثنين يعرجون ثم ذهبت أمي مع خالتي بالسيارة وابتسمت لي فوجد أن سن من أسنانها قد انكسر فعرفت أن أحدا من أهلي سوف يموت أو مات وكانت الحادث لم تحدث بعد وفي نفس اليوم بعد أن أحضر لي زوجي الكارت واتصلت بهم في الليل كان الحادث قد حدث قبل ساعة من اتصالي سبحان الله فهل كانت هذه رؤيا أو ماذا حتى قبل وفاتها بيومين حلمت بها أنها كانت ترتدي ثوبا أصفر وهو كان سبحان الله ثوب الموت وبعدها بيومين توفيت فما سر هذه الأحلام أو الرؤيا أفيدوني رحمكم الله بهذه الأسئلة وآسفة جدا على الإطالة وعلى ضعف الكتابة اللغوية والإنشاء وأشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أدلة حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب ربه سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.

ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله. قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته. رواه أحمد والترمذي والحاكم. ولكنه لا يمكن الجزم ولا يجوز الحلف بأن أختك ستكون في الجنة، لأن ذلك من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله. وراجعي في فضل الموت يوم الجمعة فتوانا رقم: 30723.

واعلمي أنه لا يحل لمسلم أن يترك الصلاة على أي حال من أحواله ما دام يدرك ويعي، فقد أخطأت أختك –رحمها الله- في ترك الصلاة طيلة تلك المدة التي ذكرت، وكان من واجبها أن تصلي بالكيفية التي تستطيع: قائمة أو جالسة أو مستلقية...

ونرجو أن لا يكون على أختك شيء في زواجها، طالما أن أمها قد رضيت عن ذلك بعد.

ثم إن الرؤيا الصادقة التي تتحقق في اليقظة بالنسبة للشخص المستقيم في دينه تعتبر بشرى له، ففي حديث البخاري: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات، قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية أنه: لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي حديث البخاري: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان. ولكنها مع ذلك لا يعتمد عليها ولا ينبني عليها أي أمر ولا حكم شرعي، ولا بأس بأن يتفاءل بها المسلم ويحدث بها من يحبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني