الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصيام والإطعام للكبير الذي فقد عقله

السؤال

أبي شيخ تجاوز ال80 سنة ، مصاب بمرض على مستوى الدماغ جعله لا يتحكم تقريبا في جانبه الأيمن و لا يستغني عن المساعدة في قضاء حاجياته، بالإضافة إلى أنه لا يستطيع التعبير عما يريد قوله مع أنه يفهم ما يدور حوله.بالنسبة للصلاة فقد نسي كيفيتها و عدد ركعاتها و يقوم بتكرار الإقامة فيها كثيرا ...فهل عليه صيام؟إدا كان معفيا من الصيام فهل يجزئه أن أخرج عنه في آخر رمضان كيلو و نصف قمح عن كل يوم و أعطيها لمسكين واحد، أم أنه علي إخراجها يوما بيوم .و هل يمكنني إخراجها عنه من مالي الخاص علما أنه لديه مدخول هزيل جدا لا يستهلكه مند أن مرض و أنا أستحيي من طلبه منه. أرجو منكم جوابا كافيا و مباشرا ، حيث إنني كلما أرسلت إليكم بسؤال قمتم بإحالتي على أجوبة سابقة مشابهة و لكن تكون بعض الظروف مختلفة فأقع في حيرة من أمري ، و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن شرط صحة الصيام وجود العقل فمن ذهب عقله بجنون أو خرف لكبر ونحو ذلك فلا يجب عليه الصوم ولا الصلاة ولا يطعم عنه بدل الصوم، وإنما يطعم عن المريض مرضا لا يرجى برؤه والعاجز عن الصيام لكبر سنه مع بقاء عقله لأن العقل هو مناط التكليف فمتى فقد العقل زال التكليف ، فإن كان هذا هو حال والدك فإنه لا صيام عليه ولا إطعام، ولو أطعمت عنه تبرعا فلا حرج في ذلك. وإن كان لا يزال يعقل ولكنه لا يقدر على الصيام فإن عليه الفدية مد من طعام لكل يوم وهي 750 جراماً من الأرز ونحوه تقريباً، والمقدار الذي ذكرته السائلة من القمح يجزئ وزيادة، ولها أن تخرج الفدية من مالها بإذن والدها وهي مخيرة بأن تخرج الفدية عن كل يوم في يومها أو تجمعها في نهاية الشهر ولا تخرج عن يوم قبله . ونسأل الله جل وعلا أن يثيبك أيتها الأخت ويؤجرك ويؤجر والدك ويعينك على بر والدك والإحسان إليه فإنه أحوج ما يكون إليك وتذكري قول الله تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء : 23 ــ 24 }

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني