الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكمل دراسة الطب طاعة لوالديك وخدمة للإسلام

السؤال

السادة العلماء الأفاضل أنا طالب فى العام الدراسي النهائي فى كلية الطب جامعة عين شمس بالقاهرة مصر وباقى على التخرج إن شاء الله ثلاثة أشهر، علمت يا سيدى أن المسلم مكلف أولا وقبل كل شيء بحفظ القرآن ودراسة العلوم الإسلامية لكي تكون منهاجا لنا فى الحياة وبناء على ذلك قررت عدم استكمال الدراسة في كلية الطب والالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والدي ووالدتي فى حزن شديد ونصحاني بضرورة إنهاء الدراسة الطبية والتخرج أولاً ثم الالتحاق بالجامعة الإسلامية بعد ذلك، رفضت النصيحة على أساس اقتناعى بأن إرضاء الله أولا وفعلا أنا الآن تركت استكمال دراسة الطب وادخرت كل وقتي لاستكمال حفظ القرآن والتقدم إلى الجامعة الإسلامية فى المدينة المنورة، ما حكم الدين الإسلامى فى ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن طلب العلوم الشرعية من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، فقد رغب الإسلام في طلب العلم عموماً، وأفضل العلوم وأعظمها أجراً علوم الكتاب والسنة وما تفرع عنهما، فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {المجادلة:11}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم.

ومع ذلك فإن العلوم الدنيوية النافعة التي فيها خدمة للأمة وإعانة لها على أمور دينها ودنياها، كالطب والهندسة وغيرهما من العلوم التي لا تتعارض مع الشرع، تعتبر -أيضاً- علوماً فاضلة، يُؤجَر المرء إذا تعلمها بنية خدمة الإسلام.

وعليه.. فبما أنه بقي لتخرجك ثلاثة أشهر فقط، وأن والديك قد حزنا حزنا شديداً بسبب ما أردته، وأنهما يريان أن تكمل الفترة القصيرة المتبقية لك من الدراسة، ثم تلتحق بعد ذلك بالجامعة الإسلامية، فإنا نرى أن طاعتهما في هذا هي الصواب، لما تشتمل عليه من الجمع بين المصلحتين، ولأن: رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. كما أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني