الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في صيانة أجهزة الكمبيوتر بالفنادق

السؤال

أنا مهندس اتصالات وأعمل في شركة صيانة للكمبيوتر ولكن معظم تعاملاتها مع الفنادق في القاهرة والبورصة بجانب الشركات، و إذا حدث عطل في الأجهزة في أحد الفنادق أو في البورصة أذهب إلى الفندق في مكان الإداريين وأحيانا إلى مكان المقيمين وأحيانا نضطر إلى المرور على حمام السباحة ونقوم بإصلاح العطل مع العلم بأن الزي الرسمي للفتيات هناك عند الركبة أو فوقها ويعلم الله بأني عندما أرى ذلك أحاول الالتفات إلى مكان أخر والسؤال:هل الأجر الذى آخذه من الشركة حلال أم حرام ؟ولا تتأخروا علي في الرد لأني في حيرة من أمري .وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم يكن في صيانتك لأجهزة الكمبيوتر إعانة على فعل محرم فلا مانع من ذلك مع الالتزام بغض البصر والحذر من الخلوة المحرمة بالنساء ، وذلك في الفنادق وغيرها، إذ العبرة بكون عملك هذا يعين على محرم أو لا ؟ سواء كان ذلك بيقين أو بغلبة ظن منك . وراجع في هذا الفتوى رقم : 59282 ، والذي نعلمه أن الغالب على عمل البورصات في هذه الأيام هو تداول الأسهم والسندات المباحة وغير المباحة على حدًّ سواء، وكذا يغلب على الفنادق استباحة الخمور والعُري ونحو ذلك ، فما كان من عملك يتصل بهذه الأمور وما شابهها فلا يجوز لك المضي فيه أو الإعانة عليه لقوله تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 } وراجع الفتاوى رقم : 1241 ، ورقم : 3099 ، ورقم : 26178 ، وبناء على ما ذكرنا يمكنك أن تحدد لنفسك ما يجوز وما لا يجوز لك أخذه من أجر لقاء ما تقوم به من عمل ، ويكون ذلك بنسبة ما تقوم به من عمل محرم ، فيجب عليك التخلص من الأموال التي حصلت عليه لقاء أعمال غير مباحة وذلك بإنفاقها في مصالح المسلمين ، أما فيما يستقبل فيحرم عليك الإعانة على أي محرم ، فإن لم يمكنك الاستمرار في العمل إلا بذلك وجب عليك تركه، والله تعالى يعوضك خيراً منه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني