الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خيار الفسخ إذا كانت المرأة لا تبصر بإحدى عينيها

السؤال

إحدى عينيّ لا أبصر بها هل أصارح خطيبي بذلك، مع العلم بأن هذا العيب غير ملحوظ؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن العيوب الخلقية ما هو مؤثر تأثيراً شديداً أو ربما لو علم به الزوج لترك الزواج فهذا يجب ذكره لما في كتمه من التدليس على الزوج وغشه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم، وقد بينا أن من العيوب ما يثبت به خيار الفسخ بعد الزواج إن لم تبين قبل العقد ومنها ما ليس كذلك، وانظري الفتوى رقم: 19935.

وضعف البصر الشديد أو زواله بالكلية من إحدى العينين ربما لا يكون عيباً ظاهراً ولكن إذا علم به الزوج ربما اشمأز منه، وقد ذكرت أن إحدى عينيك لا تبصر فيجب عليك بيان ذلك له، فإن رضي به فنعما هي وهو أحرى أن يؤدم بينكما، وإن كرهه فعسى أن يبدلك الله خيراً منه، وقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}.

ولكن إذا كان الضعف خفيفاً بمعنى أنك تبصرين بها ولكن بها نقص دون الأخرى فلا يجب بيان ذلك لخفته وعدم تأثيره ظاهرا أو باطنا، ولا يجب على الشخص أن يبين كل صغيرة وكبيرة، بل إن بعض العيوب الخفيفة غير المؤثرة ربما كان الأولى سترها، والضابط هنا أن ما كان مؤثراً قويا يجب إعلام الزوج به لما في كتمه من الغش والتدليس سيما إذا كان مما لا يثبت به خيار الفسخ، وإن كان العيب خفيفاً غير مؤثر فلا يجب ذكره، وانظري الفتوى رقم: 8544.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني