الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود الضرورة التى تيبح الاقتراض بالربا

السؤال

هل يمكن شراء المنازل بالربا في حالةالضرورة القصوى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فإن الاقتراض بالربا محرم لا يجوز الإقدام عليه إلا لضرورة لا يمكن دفعها إلا به، لقول الله ‏تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا) . [ التغابن: 16].‏
وقوله تعالى : (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور الرحيم) . [البقرة: ‏‏173].‏
أما إذا لم تكن هنالك ضرورة أصلاً، أو كانت هنالك ضرورة يمكن دفعها بوسائل غير ‏محرمة ، فإن الاقتراض بالربا لشراء المنازل لا يجوز، ما دام الشخص قادراً على الاستجار واجداً لبيت يستأجره. ومن فعله فقد فتح عليه باب شر عظيم، وستمحق ‏بركة ما أخذه من الربا، ويتعرض لإعلان حرب بينه وبين الجبار جل جلاله ، قال ‏تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم* إن الذين آمنوا ‏وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا ‏هم يحزنون* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم ‏تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا ‏تظلمون) . [ البقرة: 276-279].‏
فعليك أن تتقي الله، ولا تأخذ قرضاً ربوياً إلاّ في حالة ضرورة لا يمكنك دفعها إلا بذلك ‏‏، وسيجعل الله لك مخرجاً إن اتقيته، كما وعد سبحانه وتعالى حيث قال: ( ومن يتق الله ‏يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب ). [ الطلاق: 2-3]. والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني