الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يطالب أباه بالدين إذا كان عاجزا عن سداده

السؤال

أبي قد أخذ مني مبلغا من المال ووعدني أن يرده إلي في أقرب فرصة فعندما احتجت للمال طلبته منه فقال لي المال صرف ولايوجد مال الآن وإني في حاجة شديدة للمال فبماذا تنصحوني جزاكم الله خيرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا حكم مطالبة الولد لأبيه بماله الذي له عليه وذلك في الفتوى رقم : 65184 ، وذكرنا هناك أن له على قول الجمهور مطالبة والده بماله إذا كان الوالد غنياً عنه ، لا سيما إذا كان الولد محتاجاً للمال ، وإن ترك المطالبة به فإنه يؤجر على ذلك ، لأنه من البر والإحسان بالوالد .

وعليه فإذا كان والدك معسراً لا يجد سداداً لهذا الدين ، فلا يجوز لك أن تطالبه بمالك ، بل إن هذا هو الواجب عليك في حق كل معسر بدين لك عليه ، كما قال تعالى : وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة : 280 }

فكيف إذا كان هذا المعسر هو والدك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : الوالد أوسط أبواب الجنة . رواه أحمد والترمذي وابن ماجة من حديث أبي الدرداء .

والذي ننصحك به أن تبر والدك وتدع مطالبته بهذا الدين إلى حين يسره، وإن وضعت عنه هذا الدين وتركت مطالبته به نهائياً فهو أولى وأعظم لأجرك وأقرب لك عند الله . وراجع للأهمية الفتوى رقم : 32381 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني