الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز أن نغير أيام إجازة نهاية الأسبوع من الجمعة والسبت إلى السبت والأحد، كما أريد كل الدلائل على أنها لا تجوز؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة... الحديث. وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيد الأيام يوم الجمعة...

وقد اختلف أهل العلم حول اتخاذه إجازة من العمل، فمنهم من رأى في ذلك تشبها بالنصارى واليهود، فكره ترك العمل فيه، قال ابن الحاج في المدخل: ..... ووجه ثان وهو أن العلماء قد كرهوا ترك الشغل يوم الجمعة، وأن يخص يوم الجمعة بذلك خيفة من التشبه باليهود في السبت، وبالنصارى في الأحد كما تقدم، فيحذر من هذا كله قال مالك رحمه الله: كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون أن يترك العمل يوم الجمعة لئلا يصنعوا فيه كما صنعت اليهود والنصارى في السبت والأحد، قال ابن رشد رحمه الله: وهذا لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بمخالفة أهل الكتاب، وينهى عن التشبه بهم... ومنهم من رأى أنه يوم يطالب فيه المسلمون بالتهيؤ لصلاة الجمعة وما تحتاجه من النظافة والتطيب والتكبير إلى المساجد، فناسب ذلك ترك العمل فيه، قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى: حكمة ترك التعليم وغيره من الأشغال يوم الجمعة أنه يوم عيد المؤمنين كما ورد، ويوم العيد لا يناسبه أن يفعل فيه الأشغال.

وأيضا فالناس مأمورون فيه بالتكبير إلى المسجد مع التهيؤ قبله بالغسل والتنظيف بإزالة الأوساخ وجميع ما يزال للفطرة كحلق الرأس لمن اعتاده.. ولا شك أن من خوطب بفعل هذه الأشياء كلها مع التبكير بعدها، لا يناسبه شغل فكان ذلك هو حكمة ترك سائر الأشغال يوم الجمعة...

فبان مما ذكر أن اتخاذ يوم الجمعة يوم إجازة أو يوم عمل، ليس فيه نص ملزم، وعليه فإذا خلا تغيير إجازة نهاية الأسبوع من قصد الميل إلى الإجازة التي عند اليهود والنصارى، وكان الحامل عليه حقيقة هو حاجة البلد إلى ذلك التغيير فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني