الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن من أبيه الذي يريد الاقتراض بالربا

السؤال

أرجو توجيهي إلى ما يمكنني وما يجب أن أفعله لدى أبي مصنع دهانات، ولكنه غير مكتمل وقد أنجز منه حوالي 80% ومصنع صغير يمكنه العمل ولكنه يحتاج إلى تحديث بعض الشيء بالإضافة إلى الحاجة إلى مواد أولية يبلغ قيمتها حوالي 2500000 ل س= 35000 يورو والمصنع الصغير يحتاج إلى حوالي 300000 ل س= 5000 يورو والمصنع الكبير يحتاج إلى 30000000 ل س=500000 يورو ويمكن أن يبدأ العمل بشكل مبدئي بـ30% ومن الأرباح يكتمل إنشاء المصنع، ولكن في هذا الوقت ومن حوالي سنة تقريبا كان لوالدي مشروع صناعة حلويات يعمل ومردوده جيد، ولكن أخي استفرد به فأصبح والدي فارغا ليس لديه عمل ألا أن يسعى بالدهانات، ولكن ليس معه نقود بل عليه قرض ربوي من مصرف محلي بالإضافة إلى بعض الديون حتى أنه تمر بعض الأيام دون أن نملك ما نصرفه (أنا ووالدي وأخي الأصغر نعيش معا) ووالدي مريض (باركنسون-سرطان البروستات)، فإنه في نفس اليوم قد تكون حالته الصحية جيدة أو لا تكون، المشكلة أنه يريد الاقتراض من مصرف محلي ربوي وأنا رافض وقلت له إنه إذا اقترض من هذه المصارف فلن أعمل معه، بالنسبة لي فقد سعيت وراسلت عدة مصارف إسلامية منذ أكثر من شهرين، ولكن لم يرد أحد منهم على رسالتي مع أنني بعثت لهم بدراسة الجدوى الاقتصادية وهي تعبر عن الأرباح المثمرة الكبيرة والأكيدة بإذن الله، ولكن لم يرد أحد حتى ولو بالرفض، علما بأنني أعيش في سوريا ولا يوجد مصارف إسلامية ولدينا بناء في مصيف بقيمة 5000000=90000 يورو ولكن لم يأت أحد لشرائه وهو معروض للبيع منذ 5 أشهر وذلك بعد أن طلبت من والدي ذلك لأنه كان رافضا بيعه، أهم ما في الأمر أن والدي غير أن أيامه قد تكون معدودة فإن نفسيته تسوء وتتراجع لأن ليس بيده ما يعمله والآن يضغط علي لأوافق (طبعا لا يحتاج إلى موافقتي ليعمل ما يريد)، على البنوك هنا وأنا أنظر إلى حاله فيقل تمسكي بما أريد فأعينوني لما يجب أن أفعل أثابنا وأثابكم الله، أرجو جوابي بالسرعة الممكنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على تحري الحلال والبر بوالدك، وأن يجعل لكم من ضيقكم مخرجا. أما عن الاقتراض بالفائدة فإنه لا يجوز لأنه ربا، والربا محرم لا يحل إلا في حالة الضرورة الملجئة ولا ضرورة بالنسبة لكم، كما هو واضح من سؤالك فلستم بحاجة إلى القرض الربوي وإنما بحاجة إلى الصبر، وتحمل المشقة المعتادة في مثل تجارتكم وأعمالكم.

فالواجب على والدك التوبة إلى الله عز وجل من القرض الربوي والعزم على عدم العود إليه، أما ماذا يمكنك عمله مع والدك الذي يريد الاقتراض بالفائدة فالنصيحة وبيان حرمة الربا، وتنبيهه إلى أنه في حالته المرضية هذه يجب أن يكون أبعد الناس عن المحرمات وأقرب ما يكون إلى الطاعات، فكيف به وقد اقترض بالربا ثم مات وهو على ذلك. نسأل الله له الهداية وحسن الخاتمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني