الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تصل الرحم وتتجنب الاختلاط المحرم

السؤال

أهلي في تونس يرغمونني بالجلوس مع العائلة أو مع الناس في اختلاط الرجال بالنساء، وأنتم تعرفون الحال في تونس، الناس للأسف لا يقبلون النصيحة وتدخل في مشاكل مع الأهل أن هذا عيب عندهم، وأنا أزورهم في العام مرة بحكم دراستي بالخارج، وعندما أعود إلى بلدي يأتي القريب والبعيد لزيارتي، فماذا أفعل لا أريد أن أجلس مع النساء ولا أريد أن تكون زوجتي وسط الرجال؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صلة الرحم من الواجبات، وقد حذر الله من قطعها وقرن ذلك بالإفساد في الأرض، فقال سبحانه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع رحم. رواه مسلم.

فعليك أخي السائل أن تصل رحمك مع بذل قصارى جهدك في اجتناب الاختلاط المحرم، الذي ذكرنا تعريفه في الفتوى رقم: 35079، والفتوى رقم: 54486.

ومنهما تعرف أن الاختلاط المحرم هو اجتماع الرجال والنساء تحت سقف واحد دون الالتزام بالضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو عدم احتجاب النساء، أو خضوعهن بالقول، أو نظر محرم ونحو ذلك، وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد مع الالتزام بالضوابط الشرعية فلا حرج فيه.

وأما إذا تعذر الالتزام بالضوابط الشرعية أثناء الزيارة فبالإمكان الاقتصار على بعض درجات صلة الرحم ولو لم تكن أعلاها تجنبا للوقوع في الحرام، قال القاضي عياض: وصله الأرحام درجات بعضها أفضل من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، فلو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لم يسم قاطعا. ولمعرفة الأرحام الذين تجب صلتهم راجع الفتوى رقم: 11449.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني