الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من يقبض روح شهيد البحر

السؤال

من يقبض روح المتوفى غرقاً هل هو الله مباشرة أم عزرائيل؟
حيث إني سمعت في وسائل الإعلام أن الغريق هو المتوفى الوحيد الذي يختصه الله بهذا.
ما مدى صحة هذا القول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد حديث في خصوصية شهيد البحر بأن الله تعالى يتولى قبض روحه خلاف باقي الشهداء وجميع الناس الذين يتولى ملك الموت قبض أرواحهم كما قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ {السجدة:11} إلا أن ذلك الحديث ضعيف جدا, لا يمكن إثبات حكم به؛ ولذا فيبقى الأصل على ما كان ويبقي شهيد البحر كغيره من الشهداء والناس جميعا الذين يقبض ملك الموت أرواحهم كما بينا في الفتويين رقم: 9470 , 5989. وإليك نص الحديث الوارد في ذلك والحكم عليه:

أخرج ابن ماجه في سننه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شهيد البحر مثل شهيدي البر، والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر، ومابين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله, وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهداء البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين. قال الكناني في مصباح الزجاجة: هذا إسناد ضعيف. وقال الشيخ الألباني: ضعيف جدا وبين سبب ضعفه في إرواء الغليل فقال: أخرجه ابن ماجه ( 2778 ) وكذا الطبراني كلاهما من طريق قيس بن محمد الكندي: ثنا عفير بن معدان الشامي عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: فذكره. قلت: وهذا إسناد فيه علتان: الأولى: عفير بن معدان، قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 36 ) عن أبيه: ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير، ما لا أصل له، لا يشتغل بروايته. وأورده الذهبي في. " الضعفاء " وقال: مجمع على ضعفه، قال أبو حاتم لا يشتغل به. قلت: وبه أعله البوصيري في " الزوائد " ( ق 173 / 1 )، وخفيت عليه العلة التالية: والأخرى: قيس بن محمد الكندي لم يوثقه أحد سوى ابن حبان، ومع ذلك فقد أشار إلى أنه لا يحتج به لاسيما في روايته عن عفير فقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان. وقال في السلسلة الضعيفة: موضوع بهذا التمام وهو مخالف لعموم قوله صلى الله عليه وسلم يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين أخرجه مسلم وغيره. هذا ما وقفنا عليه فيما سألت عنه, ولضعفه كما علمت لا يمكن تخصيص شهيد البحر دون غيره بما ذكرت، إلا إذا وجد دليل صحيح صريح ولم نقف عليه فيما اطلعنا عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني