الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخصص في دراسة المصارف الإسلامية لخدمة الإسلام

السؤال

لدي سؤال يحيرني كثيرا وأرجو أن تسارعوا في الإجابة عليه:
حصلت حديثا على شهادة الماجستير في الإدارة المالية , ولدي طموح كبير، وبنفس الوقت أرغب جدا في خدمة ديننا الحنيف بأي شكل من الأشكال, أنا لا أدعي أنني فقيه أو طالب علم على الرغم من أنني لي الشرف أن أكون كذلك , ولكني شخص يحاول قدر الإمكان الحفاظ على دينه وبنفس الوقت يطمح في استخدام السبل المتاحة له لنصرة الدين.
لهذا أنا الآن أجد نفسي بين خيارين , إما أن أتابع في شهادتي الحالية وأحصل شهادات مهنية أجنبية في مجالي ولكن في النهاية أشعر إنني لن أفيد إلا نفسي سواء بالشهرة أو بالعمل في مكان "راق" ,و الخيار الآخر أن أقوم بدراسة ماجستير في المصارف الإسلامية وبهذه الطريقة أشعر أنني ضمن إمكانياتي أستطيع أن أفيد ديني بشكل أو بآخر.
سؤالي بعد كل هذا ,هل أتابع في المصارف الإسلامية على الرغم من أن التحصيل الدنيوي له قد يعتبر أقل بكثير من الخيار الأول؟ هل بهذا الشكل أكون قد أرضيت الله تعالى عني بأن سخرت علمي في خدمة الدين لا في خدمة مصالحي فقط؟
ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روي عن السلف الصالح أنهم قالو إذا وافق الحق الهوى فهو ألذ من الشهد، أي إذا وافقت ميول الإنسان وطموحاته الحق فقد هدي إلى خير عظيم ودل على صراط مستقيم، ونرجو أن تكون من الذين وافقت ميولهم وطموحاتهم الحق فأنت ميال إلى علم إدارة المال واستثماره وترغب في أن يكون علمك وتخصصك واجتهادك في علم المال المنضبط بالضوابط الشرعية، والمصارف الإسلامية أحد وجوه هذا العلم المنضبط.

وعليه، فنشد على يديك في أن تتخصص في البنوك الإسلامية وبهذا تكون لبنة في بناء صرح الحياة الإسلامية التي تعمل ويعمل كل غيور من أبناء الإسلام على استئنافها.

وبخصوص العائد المادي الأقل فلا يكون عائقا أمامك فإن الحق يستحق بعض التضحية، وما يدريك فلعل أبواب الدنيا تفتح لك إذا أخلصت نيتك واحتسبت عملك وعلمك فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني