الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين بر الوالدة وحسن عشرة الزوجة

السؤال

أنا متزوج منذ سنتين ولي ابنة واحدة وأقيم في دولة خليجية منذ 7 سنين. زوجتي طيبة وتحسن معاملتي ولكن منذ فترة مضت نشأت خلافات بينها وبين والدتي والحمد لله تم تدارك الأمر والآن أحاول جاهدا على جعل العلاقة بين والدتي وزوجتي أن تكون من أحسن ما يكون. أحس أن زوجتي عندها مشاعر ضد أهلي وذلك لأسباب تتعلق فيما يبدو مما رأت من سوء علاقة والدتها بأهل أبيها التي تكون منعدمة تماما لدرجة إحساسها بأمور لا تحدث وتكهنات خاطئة من شعور أو كلام أهلي ناحيتها وكذلك بسبب غيرتها الشديدة علي .مع العلم أن لي ثلاث أخوات بنات يحبنوني وأحبهم وأنا أصغرهم وأحيانا تحدث مشاكل بينهن وبين زوجتي وتمر بسلام وأحاول أن أكون منصفا على قدر ما يكون و أحاول طول الوقت أن أجعل زوجتي تتقرب من أهلي وأمي بالكلام الطيب وتبيين حقائق الأمور وعدم الحكم مسبقا وأحاول كذلك من ناحية اهلي الذين يستجيبون أسرع من زوجتي! أُكثر من الإصلاح بين زوجتي و أمي لما أكنه من حب عظيم لهما فهما أهم امراتين في حياتي.
المشكلة التي أواجهها أن واحدة من أخواتي تقيم بأولادها مع والدتي حتى يحين رجوع زوجها من الخارج آخر العام الحالي إن شاء الله. حينها ستكون والدتي وحيدة لأن والدي متوفى وكل أخواتي متزوجات وطبعا أريد أن تسكن والدتي معي دائما عندما تذهب أختي لبيتها وتصبح أمي وحدها وما أخشاه هو رد فعل زوجتي التي لم أتحدث معها بعد واحتمالية وقوع مشاكل بين زوجتي ووالدتي قد تكون جحيما لي وابنتي في بعض الأحيان.
زوجتي تسمع لي ولكن أحيانا أحس أنها ترجع لشاكلتها أو أحيانا والدتها لا تكون عونا لها لفعل الخير حيث إن لي تجربة غير سارة مع والدتها عندما أتت في بيتي وحدثت مشاكل بيني وبينها لأنها من النوع الحساس لدرجة لا توصف حتى زوجتي تعلم مدى حساسيتها معها شخصيا ولكنها في النهابة هي أمها وأحاول كسبها والتودد إليها قدر المستطاع وهي بدأت تدرك أني أحسن معاملة بنتها فلذلك أصبحت تفكر فيَ بشكل إيجابي أكثر من الأول.
قرأت مشاكل مماثلة وعلمت أن الحل أن آتي بأمي وأخصص لها مكانا في بيتي. أفكر في استئجار بيت أوسع لهذا الغرض ولكني لا أعلم مدى فاعلية هذا الحل وفي نفس الوقت لا يمكن أن أتخلى عن بر والدتي التي حملتني و ربتني وكانت خير معين لي. أحاول أن أهيئ لوالدتي حياة أفضل في بيتها ولكن هذا لا يكفي مهما فعلت ما حييت.
أرجو النصيحة أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على البر بوالدتك واهتمامك بها، ثم نقول لك: إن للأم حقا عظيما على ولدها وتقدم بيان ما للوالدين من الحق على أبنائهم لاسيما الأم في الفتوىيين التاليتين :22112، 24850، كما أن للزوجة حقا أيضا وقد أوجب الله عز وجل حسن معاشرتها والإحسان إليها، فينبغي للرجل الحاذق الفطن أن يسعى في عدم حصول تعارض بين الحقين كما يفعل السائل الكريم، فإن حصل تعارض فعليه محاولة الجمع بينهما ولا يلجأ إلى ترجيح أحد الحقين على الآخر ما دام في الإمكان الجمع بينهما، ومن أوجه الجمع بين حق الأم وحق الزوجة فيما يتعلق بالسكن في حال عدم رضا الزوجة بسكن الوالدة معها القيام باستئجار بيت واسع وإسكان الوالدة في جزء منه مستقل بمرافقه وليس للزوجة الاعتراض على ذلك، وتراجع الفتوى رقم:34802 ويمكن استئجار من يخدمها ويرعاها ويقوم بمصالحها في بيتها لاسيما إذا فضلت البقاء فيه مع وجوب صلة الأبناء بالزيارة وغيرها وبرها والإحسان إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني