الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

الشيخ الفاضل: نعرف أن الجزاء من جنس العمل، وهناك قاعدة في الثواب والعقاب فمن بر والديه بره أولاده ومن عقهم عقه أولاده ومن عف عن أعراض الناس عف الناس عن عرضه، وكما تدين تدان، ولكن سؤالي هو: هل من يعق والديه عقاباً من الله تعالى لهم في عدم بر والديهم، محاسب أمام الله ويدرج تحت إثم غضب الوالدين أم يعتبر عقابا ربانيا لا للابن يد فيه استناداً للقاعدة السابقة، أرجوكم توضيح هذه المسألة، عذراً لهذا السؤال لا ربما يكون علمه عند الله، ولكن أردت أن أعرضه لعلني أجد إجابة فهو يؤرقني كثيراً، وهل كل من غاضب والديه بالضرورة أن يكون لعدم بر الوالدين لأبائهم أم يندرج تحت الابتلاء؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس بالضرورة أن يكون سبب عقوق الأولاد لوالدهم هو عقوقه لوالديه، إذ يمكن أن يكون الأب طائعاً لوالديه ويأتي أولاده عصاة له، ويكون سبب عقوق الأولاد هو عدم تربيتهم التربية الصحيحة، أو ذنوب ارتكبها الأب غير العقوق عاقبه الله عليها بعقوق أولاده، وقد يكون عقوقهم مجرد ابتلاء واختبار من الله تعالى، ويحرم على الولد أن يعق والديه ولو كانوا هم عاقين لوالديهم، والمسلم مأمور بطاعة الوالدين فيما ليس فيه معصية، وحسن معاملتهما ولو كانا على الكفر، فكيف إذا كان مسلمين مذنبين فحقهما أعظم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني