الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله من قال (لقد كان محقا من كان يئد البنات)

السؤال

السادة العلماء الأجلاء حفظكم الله، أنا رجل مسلم عربي ، وأب لسبعة من الأطفال أكبرهم أربع بنات، ألجأتني ظروف خاصة (ليس العمل أو المال) لطلب الإقامة في بلد أوربي(لا يتواجد فيه عمق تاريخي للجالية الإسلامية ولا توجد لأهله الخبرة والتجربة في قبول الأجانب)، قد أتيت بهن وهن بين سن الرابعة والعاشرة من عمرهن، وأخذن يكبرن وتكبر معهن مشاكل الطفولة والتي أصبحت مشاكل يافعة، وأخذت تتزايد وتتكرر منهن لاحتكاكهن القسري مع غير المسلمات والاطلاع المستمر على ما يدور خارج البيت من ممارسة الحياة اليومية على نمط أهل البلاد، وهذا يدخلني معهن في نقاش ونصح يومي يتطور أحيانا إلى جدال يحتد في بعض المرات وربما يتطور إلى أن يصبح إلزاما إجباريا على بعض الأمور الحساسة والتي لا تحتمل التسويف والتساهل، الأمر الذي يجعلهن في بعض المرات يتحايلن على ما طلبت منهن لكي لا يحرجن أمام مدرساتهن وزميلاتهن في المدرسة والغير مسلمات بالطبع، وما يلبث أن أكتشف ما فعلن ومن الله وحده ودون تدخل من أحد - ربما رحمة من الله بنا – فأكظم الغضب من ذلك في أحيانا كثيرة وفي أحيان أخرى يشتط بي الغضب فأقسو عليهن ، بالنهر والتأنيب والضرب أحيانا، ولكن لما كبرن أصبح من غير اللائق والممكن ضربهن، الأمر اللذي لم يوفر للغضب مخرجا في بعض الأحيان، وهذا ما أوقعني فيما أسألكم عنه الآن، فقد حدث مرة وأنا في تلك الحالة من الغضب أن تلفظت بجملة أعوذ بالله من أن أعود لها يوما، فقد قلت وأنا في تلك الحال (لقد كان محقا من كان يئد البنات) ومازلت من يومها وأنا في نكد وكآبة وضيق من تلك الغضبة المقيتة ولم أعرف بعد الندم عليها ما أفعل فأسألكم بالله النصح والإرشاد، وما أكفر به عما بدر وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وأد البنات حرمه الله تعالى كما في حديث الصحيحين: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات..

وعليه فلا يسوغ وصف فاعله بأنه محق لأنه مرتكب محرما, وبما أنك ندمت على ما حصل فأكثر من الاستغفار والتوبة والأعمال, ونرجو أن تكفر توبتك ما حصل منك من الخطأ فقد قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39} وعليك بمواصلة نصح عيالك برفق, وأسمعهم من الوحي ما يرقق قلوبهم, واتخذ لهم صحبة صالحة, وابحث للبنات عمن يتزوجهن من الرجال المسلمين، واحرص على ما أمكن من الوسائل المعينة على وقاية أهلك من النار، وراجع الفتاوى التالية أرقامها:41016، 31768، 69518، 46936، 37729، 57690.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني