الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تردي خطيبك لمجرد وقوعه في معصية

السؤال

الطلب: استشارة دينية
الموضوع: شخصان ينويان الزواج إلا أن سوء فهم طفح على هذا المشروع.موضوع الاختلاف: الوالدان يريان أن حضور المغني الذي ينشط حفل الزفاف في الليلة التي تسبق ليلة الدخلة أمر مشروع وأنه أيضا غير ممنوع دينيا، ويصران على موقفهما.رأي الخطيبة: ترفض حضور هذا المغني ونوعية الغناء الذي يؤديه لما سيوفره من إطار للأشخاص الذين سيحضرون تلك الليلة لارتكاب معصية شرب الخمر.
ملاحظة: حفل الزواج هذا يقام في منطقة ريفية بحضور جمع غفير من الناس, وهؤلاء الحضور هناك من يأتي منهم عن طريق استدعاء رسمي من أب العريس، وهناك من يأتي فقط رغبة في الفرجة ودون استدعاء، هذا المغني يردد أشعاراً منها ما يتغنى بالرسول صلى الله عليه وسلم ومنها ما هو غزل، يكون الغناء دون رقص وبالصوت فقط، لكل من النساء والرجال مكان مخصص، أنا الخطيب كاتب هذا المقال، أنا متدين وخطيبتي أيضا ولا أتحمل التخلي عنها وهي أيضا، إلا أنها ترى أن لها حق إنهاء علاقتها بخطيبها لأنها تعتبر أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أي لا طاعة لأبي فيما سيقبل عليه في زواج ابنه، وهي لا تريد بدء زواجها بمعصية, وتتشدد في موقفها، ما اتفقنا على تطبيقه هو ما تدلنا عليه أنت سيدي الكريم, فدلني فنحن العائلتان في حيرة من أمرنا, وماذا ترى في هذه الأسباب, هل هي كافية لقطع علاقتنا، قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. وأخيراً أدعو الله أن يديم علينا نعمة الحب في الله وأسأله أن يثبتنا على الحق؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الواجب عليكم هو رفض الغناء المحرم المشتمل على آلات اللهو والطرب، ولمعرفة كلام أهل العلم في حرمة الغناء انظر الفتوى رقم: 987، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 69978.

ويمكنكم إقامة النشيد الإسلامي واستعمال الدف فيه، ولا فرق بين أن يكون المستعمل له رجلا ينشد للرجال بالكلمات الحسنة، أو امرأة تنشد للنساء بالكلمات الجميلة التي لا فحش فيها، وانظر الكلام عن الدف في الفتوى رقم: 43309.

ولكن مع حرمة الغناء والموسيقى، فليس خضوع الرجل لوالديه واستسلامه لما طلباه سبب كافٍ في رده وعدم قبوله زوجاً، فعلى أشد تقدير أن يكون الرجل راضياً بهذا الغناء، فرضاه به ذنب، ولو كانت المرأة ستترك كل من ظهر عليه ذنب لن تجد زوجاً، ففلان يقع في الغيبة وهي أكبر إثماً من الغناء، وفلان يقع في النميمة وهي أكبر إثماً من الغناء، وفلان يقع في الكِبْر وهو مرض قلبي أخطر وأكبر إثماً من الغناء وهكذا، والمطلوب من المسلم أن يتخلص من هذه الأمراض كلها، ولكن وقوعه في شيء من ذلك لا يعني أنه لا يقبل كأخ أو كزوج أو كصديق، ولذا ننصح الزوج بأن لا يبدأ مشروعه بمعصية الله تعالى، كما ننصح الأخت الكريمة أن لا ترد خطيبها لهذا السبب، وفقك الله لمرضاته، وبلغكم من الخير مناكم وزادكم، وجمع بينكم على خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني