الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاول إصلاح زوجتك عن طريق الرفق والموعظة الحسنة

السؤال

من أخيكم في الإسلام إلى شيخنا الجليل... إنا نحبكم في الله ونحسبكم من الصالحين إن شاء الله... أما بعد، سؤالي لكم يا شيخ هو: أني متزوج منذ سنتين وغير مرتاح في زواجي، فزوجتي كثيرة الشكوى والبكاء، وحين أناقشها لأصحح لها مفاهيمها ترد بما هو بعيد عن المنطق، فمثلا بعد أن تهدأ العاصفه تبدأ بالاعتذار وتقول لا أعرف لماذا فعلت كذا وذاك، ولها أفعال بعض الأحيان تدل على المزاجية في التعامل فمرة تجدها تسمع القرآن والأناشيد الإسلامية وتقرأ القرآن ومرة تجدها تسمع الأغاني ومرة تجدها مطيعة، ومرة غير ذلك، يا شيخ الكثير من كثير ذكرت لك، فانا أعتقد أن بها سحراً أو ملبوسه، وذلك لتصرفها بعض الأحيان معي بطريقه كمن يقول لي يجب أن يفشل هذا الزواج، علما بأنها ابنة خالتي وأنا أحضرتها من فلسطين كي أتزوجها، وعلما بأنها تحبني كثيراً وأنا كذلك..... فأنا دائم النصح لها وفي بعض الأحيان أضطر إلى ضربها، ودائما أقول لها إن أردت رضا الله عليك بطاعتي خصوصا أنني إنسان مؤمن ولا أطلب منك سوى ما يرضي الله والحمد لله، ولقد طلبت مني أن تعمل فعملت في إحدى الشركات، ولقد اشتريت لها سيارة وجوالا ووفرت لها الكثير من طلباتها بعيداً عن الإسراف والتبذير، وهي من هذه الناحية راضية جداً، ولكن المشاكل ما تزال موجودة، ففي بعض الأحيان أكرهها من أفعالها، وعندما أهدأ أعود للصواب، فأنا أقول لها أريد أن أرتاح في حياتي ولا أريد أن أكون مصحح أخطاء لك طول عمري، فمن مشاكل زوجتي هي تكرار نفس الأخطاء، فممكن أن نكون قد تشاجرنا منذ ساعة بموضوع وأن أكون قد تناقشت معها وأفهمتها خطأها وكلها ساعات حتى تعيد نفس الخطأ... قد حاولت زوجتي الانتحار عند أهلها من قبل ولم أكن أعلم بذلك وقد حاولت هنا كذلك الانتحار... وعندما أعلمها أن الدنيا كلها أهون من سكرات الموت فقط فكيف يكون الموت وكيف يكون القبر وأين الراحة والمنتحر مطرود من رحمة الله... تقول لي إنها فقط كانت تريد أن تخيفني وأنها مستحيل أن تكمل الانتحار... وإليك يا شيخ هذه النسبالالتزام الديني 60%الطاعه للزوج 70%التذمر 80%المشاجرات 75%شيخنا الجليل أعرف أن رسالتي ينقصها الكثير من التفاصيل، ولكن هذا جوهر ما أعرف أن أقول، وأرجو من سيادتكم نصحي وإرشادي، فلقد بدأت بالمعاملة مع زوجتي باللين والتفاهم العقلاني الإسلامي، ومن اللين إلى العتاب إلى الحساب إلى الضرب الخفيف وإلى الهجر ولم يبق عندي غير الطلاق خصوصا أننا لم نرزق بأطفال حتى الآن، فأفيدونا؟ نفع الله بكم الناس وجزاكم الله خيراً، الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصح الزوجة أن تتقي الله عز وجل، وأن تعاشر زوجها بالمعروف فإن له حقاً عظيماً عليها، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 58807.

وعليها التوبة إلى الله من عصيان زوجها وما تسببه له من الأذى، ولتعلم أن زوجها باب لها، إما إلى الجنة وإما إلى النار، كما ورد بذلك الحديث، فعن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك. رواه أحمد.

وننصح الزوج بأن يصبر على زوجته ولا ييأس من صلاحها، ويستمر في وعظها، وينبغي له أن يقتني لها بعض الأشرطة والكتيبات التي تتحدث عن حقوق الزوج وما شابه ذلك من أمور الدين، وأن يربطها برفقة طيبة من النساء الصالحات، ولا بأس بأن يطلب لها من يرقيها بالرقية الشرعية، كما يمكنه أن يراسل قسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية، وتراجع الفتوى رقم: 38538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني