الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأكل من طعام صديقتها التي يتاجر أبوها في الخمر

السؤال

لدى صديقة ملتزمة ولكن والدها يتاجر في الخمر ويشربه، ولم أكن أعلم بذلك فعندما علمت لم أعد أزرها بالبيت، وهي تلح علي في زيارتها، ولكن أهلي منعوني من ذلك خشية أن آكل من مال أبيها الحرام أي واجب الضيافة، كما أن أهلي منعوني من دخول بيتها لأنه مستأجر وبالطبع فوالدها هو الذي يدفع الأجر، وأحيطكم علماً بأن والدتها تعمل وتساهم في لوازم البيت، فما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم معاملة من يتعاطى الحرام ويتكسب من موارده كبيع الخمر أو الربا ونحوه وكذا الأكل من طعامه، وذلك في الفتوى رقم: 39726.

والحاصل أن من كان جميع ماله من الحرام حرم الأكل منه، وإن كان ذلك هو الغالب أو الأكثر كره إلا أن يكون طعامه قد اشتراه بعين المال الحرام فيحرم، وإن كان الحرام قليلاً فلا حرج للحاجة وكثرة الحرام وعسر اتقائه - وأي الناس تصفوا مشاربه - سيما في هذا الزمان, وليس على المسلم أن يسأل ويفتش عن مصدر طعام أخيه المسلم بل وكذا الكتابي, لأن الأصل في ذلك الإباحة, وقد أكل صلى الله عليه وسلم من طعام اليهود ولم ينقل أنه استفسر عن مصادره أمن الحلال أم من الحرام, وقد كانوا أهل ربا وهو أتقى الناس وأعلمهم ما يتقي, فالورع أكثر من ذلك غلو وتنطع إلا إذا علم المرء حرمة مصدر الطعام أو غلب على ظنه ذلك فله أن يسأل وله أن لا يأكل وهذا لا ينافي الزيارة, فلك زيارة صديقتك إن كان حبكما في الله, وينبغي أن تنصحيها لتنصح والدها وتذكره بالله فلا يطعمهم من حرام فإنهم يصبرون على الجوع ولا يصبرون على نار جهنم، وليكن ذلك بحكمة وموعظة حسنة. وانظري الفتوى رقم: 58156.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني