الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا للعمل والزواج

السؤال

أخ لي عاطل عن العمل منذ سنوات بسبب حمله للسنّة وقانون البلاد لا يسمح بإعفاء اللحية. فظلّ سنوات بلا عمل ..و هو يريد الزواج للتّعفّف والحلّ الوحيد للعمل هو قرض من البنوك وهي كلّها ربوية لكنّه محتاج لذلك ....فهل يجوز هذا ....جزاكم الله خيرا....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج كرب أخيك وأن يرزقه من الحلال ، واعلم أنه لا يجوز للمسلم الاقتراض بالربا إلا لضرورة ملجئة وهي وصوله إلى حد إذا لم يقترض بالربا هلك أو قارب الهلاك ، والأصل في ذلك قوله تعالى : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ { الأنعام : 119 }

وعليه؛ فإذا كان أخوك لم يصل إلى حال الضرورة فلا يجوز له الاقتراض بالربا لا للعمل أو الزواج أو غير ذلك ، وفعل ذلك منكر عظيم وإثم كبير ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ { البقرة : 277 ــــ 278 } وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منهن " أكل الربا " ، وقد لعن رسول الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم في الإثم سواء . رواه مسلم . فعلى المسلم أن يطلب الرزق من مكسب حلال ويتقي الله تعالى ، فالخير كل الخير في ذلك عاجلا وآجلا، قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ { الطلاق : 2 ـــــ 3 } وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقامها : 3198 /10959 /6501 / 53557 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني